اكتشاف كميات ضخمة من الغاز الطبيعي شرق المغرب

كشف الرئيس التنفيذي لشركة Sound Energy، المتخصصة في التنقيب عن الغاز، عن فرص استثمارية واعدة في المغرب، خاصة في الشرق، حيث تتجاوز الإمكانات غير المكتشفة 20 تريليون قدم مكعب من الغاز.
هذا التصريح يأتي في وقت تسعى فيه المملكة إلى تعزيز استقلالها الطاقي وتحقيق تحول طاقي مستدام.
فرص استثمارية كبيرة في قطاع الغاز المغربي
في حديثه مع منصة الطاقة، أكد ليون أن احتياطيات الغاز في المغرب لم تُستغل بعد بالشكل الأمثل. وقال إن المعايير الدولية التي يتم بها تصنيف احتياطيات الغاز تؤكد أن المملكة تزخر بفرص استثمارية ضخمة، خاصة في المناطق الشرقية.
تعتبر شركة Sound Energy واحدة من أبرز الشركات الأجنبية النشطة في قطاع الطاقة المغربي، حيث دخلت في شراكات استراتيجية مع المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن (ONHYM) لتطوير مشاريع استكشاف وإنتاج الغاز.
ومن الجدير بالذكر أن الشركات الأجنبية عادة ما تمتلك أكثر من 70% من حصص هذه المشاريع، في حين تبقى نسبة تتراوح بين 20% إلى 30% تحت إدارة المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن.
التحديات والفرص أمام الاستثمار الأجنبي
بينما يشير الخبراء إلى أن الاستثمار الأجنبي في قطاع الطاقة المغربي قد يكون حاسمًا في تحقيق التحول الطاقي الذي تسعى المملكة إلى تحقيقه، إلا أن هناك تحديات تواجه هذا القطاع. يكمن التحدي في ضمان تحقيق توازن بين الاستثمارات الخارجية والمصالح الوطنية، وخاصة فيما يتعلق بـ الاستفادة الفعلية من الموارد الطبيعية و تعزيز القيمة المحلية المضافة.
الاستقلال الطاقي: الهدف الأكبر للمغرب
وفي ظل الطلب المتزايد على الطاقة والنمو الاقتصادي المتسارع في المغرب، يبقى السؤال قائمًا حول مدى قدرة المملكة على توجيه هذه الاستثمارات نحو تحقيق استقلالها الطاقي وتقليل اعتمادها على الواردات من الطاقة.
تدشين أول وحدة لتسييل الغاز الطبيعي بنهاية 2025
يشهد قطاع الطاقة في المغرب تحولًا كبيرًا، حيث يستعد المغرب لتدشين أول وحدة لتسييل الغاز الطبيعي بحلول نهاية عام 2025، بعد سلسلة من التأجيلات التي شهدها المشروع منذ عام 2022. هذا المشروع الذي طال انتظاره يمثل خطوة هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة، والحد من الاعتماد على الاستيراد.
مشروع طموح لتحويل الطاقة في المغرب
المنشأة الجديدة ستبدأ إنتاجها الأولي بمقدار 100 مليون متر مكعب سنويًا، على أن تتوسع طاقتها الإنتاجية لتصل إلى 400 مليون متر مكعب في المستقبل. وهذه الزيادة ستغطي 40% من احتياجات المغرب من الغاز الطبيعي، مما يعزز الاكتفاء الذاتي ويقلل من التبعية للإمدادات المستوردة.
من المقرر أن يبدأ المصنع مرحلة التشغيل التجريبي في الصيف القادم، حيث ستخضع المنشأة لاختبارات إنتاجية مكثفة لمدة ثلاثة أشهر. بعد هذه المرحلة، ستبدأ عمليات التسويق الفعلي للغاز في أكتوبر 2025.
الغاز الطبيعي المسال المنتج سيتم تسويقه إلى شركة “أفريقيا غاز”، التي ستتولى نقله من حقل تندرارة، الذي يحتوي على احتياطي يقدر بأكثر من 10 مليارات متر مكعب من الغاز.
دور حقل تندرارة في دعم الاكتفاء الذاتي
يعد حقل تندرارة من أهم المشاريع في مجال الطاقة في المغرب، حيث من المتوقع أن تسهم استثمارات شركة “Sound Energy” في حفر بئرين جديدتين في زيادة الإنتاج السنوي إلى 400 مليون متر مكعب بحلول عام 2026 أو 2027.
هذا التوسع سيساعد في تلبية احتياجات محطات الكهرباء التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء، إلى جانب الشركات الكبرى في قطاعات الصلب، المعادن، الفوسفاط، والسيراميك.
التوسع في سوق الهيدروجين الأبيض: آفاق المستقبل
تعد الطاقة النظيفة أحد المحاور الأساسية في استراتيجية المغرب للطاقة المستقبلية. ومع دخول مجموعة “ماناجم” كشريك استراتيجي في “Sound Energy” قد يعزز هذا التوجه، حيث استحوذت المجموعة على 55% من أسهم الشركة مقابل 45 مليون دولار. هذه الشراكة تساعد في تسريع تنفيذ مشاريع الطاقة، وتفتح آفاقًا جديدة في استكشاف الهيدروجين الأبيض، وهو مصدر طاقة مستدام.