اخبار مهمةحوارات الصحافةفي الواجهة

تحذير…عقبات تواجه المغرب في استضافة كأس العالم 2030

بينما ينتظر المغرب بفارغ الصبر استضافة كأس العالم 2030 بالتعاون مع إسبانيا والبرتغال، حذر تقرير صادر عن المعهد المغربي لتحليل السياسات (MIPA) من المبالغة في تقدير المكاسب الاقتصادية التي قد تنجم عن الحدث. التقرير يؤكد على أهمية التعامل بحذر مع التحديات المالية والإدارية المحتملة، مشيراً إلى أن الفوائد المتوقعة قد تكون مؤقتة ما لم يتم التخطيط الجيد للاستفادة المستدامة من البنية التحتية والفرص الاقتصادية.

الفوائد الاقتصادية والتحديات المالية:
على الرغم من أن كأس العالم قد يقدم فرصة كبيرة للمغرب لتطوير بنيته التحتية، وزيادة حجم السياحة، وتحفيز الاستثمار، يشير تقرير MIPA إلى أن التحديات المالية قد لا تتم مراعاتها بالشكل الكافي. يذكر التقرير أن المغرب قد يخصص ما بين 50 إلى 60 مليار درهم لاستضافة الحدث، وهو تمويل يأتي من الميزانية الوطنية، الشركات الحكومية، والقروض الدولية، مما يطرح تساؤلات حول قدرة البلاد على تحمل هذه التكاليف الكبيرة.

التوقعات السياحية: مكاسب مؤقتة أو دائمة؟
تسعى المغرب لاستفادة كبيرة من السياحة خلال كأس العالم 2030، مع تقديرات تشير إلى زيادة عدد الزوار بنسبة 12٪. ولكن، تحذر MIPA من أن هذا التأثير قد يكون مؤقتًا إذا لم يتم استغلال الفرصة لبناء بنية تحتية دائمة وجذابة للزوار. إذا لم يتم استثمار الأموال في مشاريع طويلة الأمد، فإن الفوائد السياحية قد تقتصر على الفترة التي تسبق وتلي البطولة فقط.

خلق فرص عمل قصيرة الأجل: هل سيتبقى شيء بعد انتهاء البطولة؟
إحدى الفوائد التي يعوّل عليها المغرب في استضافة كأس العالم هي خلق آلاف من فرص العمل. ولكن، يشير تقرير MIPA إلى أن معظم هذه الوظائف ستكون مؤقتة، مع احتمالية كبيرة لارتفاع معدلات البطالة بعد انتهاء البطولة. لا بد أن يكون هناك تخطيط مسبق لضمان استدامة فرص العمل، وتحويل بعضها إلى وظائف دائمة لدعم الاقتصاد الوطني.

البنية التحتية الرياضية: من الملاعب إلى الملاعب المهجورة؟
من المتوقع أن يشهد المغرب تحديثًا كبيرًا في البنية التحتية الرياضية من خلال بناء ملاعب ومراكز تدريب جديدة. ولكن، يحذر التقرير من أن مصير هذه المنشآت بعد الحدث يبقى غير واضح. خطر “الملاعب المهجورة” هو تهديد حقيقي، حيث يمكن أن تتحول هذه المنشآت إلى عبء على الموارد المالية إذا لم يتم استخدامها بشكل مستدام بعد البطولة.

ختامًا، يشدد المعهد المغربي لتحليل السياسات على ضرورة أن يكون هناك تخطيط بعيد المدى لضمان أن تستفيد البلاد من هذه الاستضافة على المدى الطويل. يجب أن تتجاوز الفوائد الاقتصادية المباشرة الحدث ذاته وأن تشمل تحسينات دائمة في البنية التحتية، السياحة، والقطاع الرياضي بشكل عام.

بينما يظل استضافة كأس العالم 2030 فرصة كبيرة للمغرب، يجب على المسؤولين أن يتعاملوا مع التحديات الاقتصادية والإدارية بعناية. التخطيط الجيد للمستقبل يمكن أن يضمن أن تكون الفوائد الاقتصادية أكثر استدامة وأن تستمر في دعم النمو الاجتماعي والاقتصادي للبلاد بعد انتهاء البطولة.

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button