اخبار مهمةثقافة و فنفي الواجهة

المغرب يواجه خطر اندثار 16 حرفة تقليدية

في خطوة غير مسبوقة، حذر المسؤولون الحكوميون في المغرب من خطر زوال العديد من الحرف التقليدية التي كانت جزءًا أساسيًا من التراث الثقافي والاقتصادي للمملكة.

من بين هذه الحرف، توجد تلك التي تميزت على مر العصور مثل دباغة الجلود، صناعة الحصير، وحرف أخرى كالنقش على النحاس، التي كانت تشهد رواجًا تجاريًا واجتماعيًا كبيرًا، لكنها أصبحت اليوم مهددة بالزوال في ظل التطورات العصرية والتحديات الاقتصادية.

حرف تقليدية مهددة: أبرز المهن التي تواجه الانقراض في المغرب
في تصريح صريح له، أكد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، أن هناك 16 حرفة تقليدية تواجه خطر الاندثار، من بينها الفخار والزليج التقليدي، والأزياء التقليدية، إضافة إلى حياكة النسيج وصناعة الحصير ودباغة الجلود. وقد تبين أن هذه الحرف تتعرض للتراجع بسبب المنافسة الشديدة من المنتجات الصناعية الحديثة، إضافة إلى فقدان الاتصال بين الأجيال الجديدة وبين هذه المهن التراثية.

الصناعة التقليدية

الحكومة المغربية تتخذ خطوات جادة لإنقاذ التراث
إدراكًا لخطورة الوضع، أطلقت الحكومة المغربية مبادرة “الكنوز الحرفية”، التي تهدف إلى تدريب الشباب على الحرف التقليدية المهددة بالزوال. وتهدف المبادرة إلى تدريب 30 ألف شاب مغربي خلال السنوات المقبلة على يد الحرفيين المهرة (المعلمين)، من أجل الحفاظ على هذه المهن التي تمثل جزءًا من هوية البلاد. هذه المبادرة ليست جديدة، حيث استفاد أكثر من 50 ألف شاب مغربي من هذه التدريبات منذ عام 2022.

من أبرز الحرف المهددة هي حرفة دباغة الجلود التي تشتهر بها مدن مثل فاس ومراكش. كانت هذه الحرفة في الماضي تمثل مصدرًا أساسيًا للرزق في المغرب، وقد أطلق عليها سابقًا اسم “دار الذهب” بسبب الأرباح الوفيرة التي كانت تدرها. لكن اليوم، يصف العديد من الحرفيين الواقع الحالي لهذه المهنة بأنها “ديك يتيّم” في إشارة إلى تراجعها الشديد. وقد عزى الحرفيون ذلك إلى تفضيل السوق للمنتجات الحديثة المجهزة بواسطة الآلات، فضلاً عن ضعف الإقبال على المنتجات الجلدية التقليدية.

دار الدبيبغ بفاس
دار الدباغين بفاس
الجهود الحكومية لحماية الحرف: هل ستكون كافية؟
لكن الإجراءات الحكومية وحدها قد لا تكفي إذا لم تصاحبها تغييرات جوهرية في الوعي المجتمعي تجاه هذه الحرف. الباحثة السوسيولوجية ابتسام العوفير أكدت أهمية العمل على تعزيز مكانة الحرف التقليدية اجتماعيًا ومعنويًا، من خلال زيادة الاهتمام بالحرفيين، وتأمين حقوقهم الاجتماعية والمادية. وأشارت العوفير إلى أن الحفاظ على هذه الحرف يتطلب أكثر من مجرد تدريب الشباب، بل يستدعي دعماً شاملاً لكافة جوانب المهنة.

تجديد الأمل: هل يمكن إنقاذ الحرف التقليدية المغربية؟
إن الحفاظ على هذه الحرف من الانقراض يتطلب تضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني. مع استمرار التدريب والاهتمام بالجيل القادم، يمكن أن تنجو هذه المهن التراثية من الزوال وتستمر كجزء حي من الثقافة المغربية. إذا تمت معالجة التحديات الراهنة، فقد يكون هناك أمل في استعادة هذه الحرف لرونقها وأهميتها الاقتصادية والاجتماعية في المستقبل القريب.

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button