المغرب يستعد لتدشين أول وحدة لتسييل الغاز الطبيعي بحلول 2025

يشهد قطاع الطاقة في المغرب تحولًا تاريخيًا مع اقتراب تدشين أول وحدة لتسييل الغاز الطبيعي بحلول نهاية عام 2025، بعد تأجيلات عدة منذ عام 2022. يعد هذا المشروع خطوة هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
منشأة تسييل الغاز: خطوة كبيرة نحو الاكتفاء الذاتي
من المقرر أن تبدأ المنشأة الجديدة إنتاجها الأولي بنحو 100 مليون متر مكعب سنويًا من الغاز الطبيعي المسال، مع خطط للتوسع لتصل طاقتها الإنتاجية إلى 400 مليون متر مكعب سنويًا. هذا التوسع سيغطي نحو 40% من احتياجات البلاد من الغاز، مما يساهم بشكل كبير في تقليص الاعتماد على الاستيراد.
الغاز الطبيعي
حقل تندرارة
مرحلة التشغيل التجريبي والانطلاق الفعلي
من المقرر أن تبدأ المنشأة مرحلة التشغيل التجريبي في الصيف المقبل، حيث ستخضع لاختبارات مكثفة لمدة ثلاثة أشهر. وبعد الانتهاء من هذه المرحلة، سيتم البدء في تسويق الغاز في أكتوبر 2025. الغاز الطبيعي المسال المنتج سيُسوق إلى شركة “أفريقيا غاز”، التي ستتولى نقله إلى مختلف العملاء من الشركات والمصانع في المغرب.
يعد حقل تندرارة، الذي يحتوي على احتياطي يقدر بـ10 مليارات متر مكعب من الغاز، المصدر الرئيسي لهذا المشروع. ومن المتوقع أن تساهم استثمارات شركة “Sound Energy” في حفر بئرين جديدتين، مما سيضاعف الإنتاج السنوي إلى 400 مليون متر مكعب بحلول 2026 أو 2027، ما سيعزز تلبية احتياجات قطاع الطاقة في المغرب مثل محطات الكهرباء والمصانع الكبرى.
التوسع في الهيدروجين الأبيض
بالإضافة إلى الغاز الطبيعي، يشهد المغرب أيضًا تحركات في مجال الهيدروجين الأبيض، وهو مصدر طاقة مستدام. مع دخول مجموعة “ماناجم” كشريك استراتيجي في شركة “Sound Energy”، بات من المتوقع أن تسهم الاستثمارات في الهيدروجين الأبيض في تلبية الطلب العالمي على هذا النوع المهم لقطاع الطاقة، والذي قد يصل إلى 200 مليون طن سنويًا بحلول عام 2050.
سامير
مصفاة سامير في المغرب
المغرب في طريقه نحو استقلال طاقي واستدامة اقتصادية
من خلال استثمارات استراتيجية مثل هذه، يطمح المغرب إلى تعزيز مكانته في قطاع الطاقة، كمصدر رئيسي، ويؤكد التزامه في تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغاز الطبيعي، ما يعزز استقرار الطاقة في البلاد ويقلل من التأثيرات الناتجة عن التقلبات العالمية في أسعار الطاقة.