اخبار مهمةحوارات الصحافةفي الواجهة

حملة أوروبية شرسة تستهدف صادرات الفوسفاط المغربي

تعرضت صادرات الفوسفاط المغربي لهجوم جديد من قبل جماعات الضغط الأوروبية، متهمة الأسمدة المغربية باحتوائها على مستويات مرتفعة من الكادميوم، وهو معدن ثقيل يثير مخاوف صحية.

اتهامات مثيرة من الإعلام الفرنسي
تقرير لقناة “إم 6” الفرنسية حمل عنوان “الخبز والفاكهة والخضروات: كشف فضيحة جديدة”، زعم أن الأسمدة المغربية تحتوي على مستويات تتجاوز المعايير المقبولة من الكادميوم. إلا أن التقرير تعرض لانتقادات واسعة بسبب غياب الأدلة العلمية الملموسة واعتماده على ادعاءات مثيرة للجدل.

في مواجهة هذه الاتهامات، أكدت مصادر صناعية مغربية أن منتجات الأسمدة الوطنية تلتزم تمامًا باللوائح الأوروبية الصارمة، خاصة اللائحة رقم 2019/1009، التي تحدد سقف الكادميوم بـ60 ملليجرامًا لكل كيلوغرام من P2O5.

وأضافت المصادر أن المغرب يسعى لرفع معاييره بشكل أكبر، حيث سيُخفض مستويات الكادميوم إلى أقل من 20 ملليجرامًا لكل كيلوغرام بدءًا من يناير 2025، وهو ما يتجاوز متطلبات الاتحاد الأوروبي.

كما أشارت إلى أن الأسمدة المغربية تتماشى مع توصيات الهيئات الأوروبية والدولية، بما في ذلك الوكالة الفرنسية للسلامة الصحية والبيئية والمهنية (ANSES)، مما يدحض مزاعم التقرير الفرنسي.

استثمارات المغرب في تقنيات إزالة الكادميوم
استثمر المغرب بشكل كبير في تطوير تقنيات حديثة لإزالة الكادميوم من الفوسفاط، بهدف تعزيز جودة منتجاته والحد من التأثيرات البيئية والصحية. تأتي هذه الجهود ضمن استراتيجية وطنية لدعم الزراعة المستدامة وضمان الأمن الغذائي العالمي، وهو ما يجعل المغرب من بين الموردين الرئيسيين للأسمدة ذات الكادميوم المنخفض.

صراع المصالح خلف الكواليس؟
يرى مراقبون أن الحملة ضد الفوسفاط المغربي هي جزء من استراتيجية اقتصادية أوسع لجماعات الضغط الأوروبية. هذه الجهات تسعى إلى تقويض مكانة المغرب في سوق الأسمدة العالمي، الذي يُعد فيه أحد أكبر المصدرين، لصالح المنتجين الأوروبيين المنافسين.

كما تُشير التحليلات إلى أن توقيت الحملة يتزامن مع زيادة الطلب العالمي على الأسمدة، مما يعزز احتمال وجود مصالح اقتصادية خفية وراء هذه الاتهامات.

رغم هذه التحديات، يظل المغرب ملتزمًا بتزويد الأسواق الدولية بأسمدة آمنة وفعالة، مع مراعاة أعلى المعايير الدولية. وتؤكد مصادر مغربية أن المملكة مستمرة في الاستثمار في البحوث والتطوير لتحسين منتجاتها وضمان التوافق مع المعايير البيئية والصحية.

الحملة الأوروبية ضد الفوسفاط المغربي تسلط الضوء على التحديات التي تواجه المنافسة العادلة في الأسواق الدولية. ومع ذلك، يبقى المغرب لاعبًا أساسيًا في قطاع الأسمدة، مدعومًا باستثماراته الكبيرة وحرصه على الامتثال للمعايير العالمية، ما يضمن استمراره في دعم الأمن الغذائي العالمي ومواجهة أي محاولات للتشكيك في جودة منتجاته.

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button