اخبار مهمةحوارات الصحافةفي الواجهة

مشروع خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا يقلب موازين قوى الغاز

لم تبدُ أمينة بنخضرة، رئيسة المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن، متفائلة إلى هذا الحد من قبل. ففي أحدث تصريحاتها، أكدت أن مشروع خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا سيكون جاهزًا للتشغيل قبل نهاية العقد الحالي. في 13 ديسمبر 2024، وعلى هامش مشاركتها في الحوارات الأطلسية التي نظمها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد (PCNS) في الرباط، شددت على أن “بدء نقل الغاز في القسمين الأولين من المشروع يجب أن يتم بحلول عام 2029”. هذه التصريحات جاءت لتؤكد أن المشروع الذي طال انتظاره يدخل مرحلة متقدمة من الإنجاز.

الطريق الطويل نحو التنفيذ: من الإعلان إلى التنفيذ
يعود تاريخ الإعلان عن مشروع خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا إلى ديسمبر 2016، خلال الزيارة التاريخية للملك محمد السادس إلى أبوجا. ومنذ ذلك الحين، مر المشروع بالعديد من الدراسات والمفاوضات مع البلدان المعنية، بما في ذلك 11 دولة إضافة إلى المغرب ونيجيريا. هذه المفاوضات كانت تهدف إلى ضمان الأمن الطاقي في غرب أفريقيا، مع التركيز على إدخال جناحها الشمالي، أي المغرب، في المشروع.

وتشير بنخضرة إلى أن التصديق على النسخة النهائية للاستثمار في بداية عام 2025 سيكون مجرد إجراء شكلي. هذا التصريح يعكس الثقة الكبيرة في أن المرحلة القادمة من المشروع ستكون أكثر وضوحًا وتقدمًا.

خطوة نحو تعزيز الأمن الطاقي وفتح الأسواق الأوروبية
يسعى هذا المشروع إلى تحقيق هدفين رئيسيين: الأول هو ضمان الأمن الطاقي في غرب أفريقيا، من خلال تعزيز التعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة. الثاني هو فتح الأسواق الأوروبية الغنية أمام دول المنطقة، خاصة من خلال ربط المغرب بشبكة الغاز الأوروبية عبر خط أنابيب موجود بالفعل يصل إلى مدينة قرطبة الإسبانية.

آفاق المشروع : أكثر من مجرد خط أنابيب الغاز
المشروع الذي يُعرف أيضًا باسم “أفريقيا الأطلسية” يمثل نقلة نوعية في التعاون الطاقي بين الدول الأفريقية والمغربية. وهو لا يقتصر فقط على توفير الغاز، بل يعزز العلاقات الاقتصادية بين دول غرب أفريقيا والمغرب، ويضع أسسًا للاستثمار المستدام في البنية التحتية الطاقية.

رؤية متكاملة لمستقبل الطاقة في المغرب وأفريقيا
مع اقتراب تحقيق هذه الرؤية الطموحة، يبرز مشروع خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا كواحد من أبرز مشاريع البنية التحتية في إفريقيا، والذي سيسهم في تعزيز دور المملكة كحلقة وصل استراتيجية بين القارة الأوروبية وأفريقيا.

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button