المغرب يُشيّد 3 بوابات ضخمة لاستقبال الغاز
يعتزم المغرب إنشاء ثلاث محطات جديدة مخصصة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، وذلك بهدف تعزيز أمنه الطاقي وتنويع مصادر إمداداته من الطاقة.
وتتوزع هذه المحطات على مواقع استراتيجية مختلفة على امتداد السواحل المغربية.
المحطة الأولى: سيتم إنشاء هذه المحطة بالقرب من ميناء الناظور، الواقع على الساحل الغربي للبحر الأبيض المتوسط.
وتُعتبر هذه المنطقة نقطة وصل مهمة للتجارة البحرية. من المخطط أن يتم ربط هذه المحطة مباشرة بخط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي، وهو خط أنابيب استراتيجي يربط بين الجزائر وإسبانيا عبر المغرب. ومن المتوقع أن تبدأ هذه المحطة عملياتها التشغيلية بحلول عام 2027.
المحطة الثانية: يجري التخطيط لإنشاء محطة ثانية في منطقة أخرى على الساحل الأطلسي للمغرب. ويتم حاليًا دراسة موقعين محتملين لهذه المحطة، وهما مدينة المحمدية، وهي مركز صناعي مهم يقع شمال الدار البيضاء، أو منطقة الجرف الأصفر، الواقعة جنوب مدينة الجديدة، والتي تضم مجمعًا صناعيًا كبيرًا. ومن المقرر أيضًا أن تدخل هذه المحطة الخدمة في عام 2027، بالتزامن مع المحطة الأولى في الناظور.
المحطة الثالثة: سيتم إنشاء هذه المحطة في مدينة الداخلة، الواقعة في أقصى جنوب المغرب على ساحل المحيط الأطلسي. وستلعب هذه المحطة دورًا حيويًا في ربط المغرب بمشاريع إقليمية مهمة في مجال الغاز. حيث سيتم ربطها بشبكتي الغاز السينغالية-الموريتانية، وهما مشروعان يهدفان إلى استغلال وتصدير الغاز الطبيعي من هذه الدولتين الواقعتين في غرب إفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، سيتم ربط محطة الداخلة أيضًا بأنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، وهو مشروع طموح يهدف إلى نقل الغاز من نيجيريا عبر دول غرب إفريقيا وصولًا إلى المغرب ومنه إلى أوروبا. ومن المتوقع أن تكون هذه المحطة جاهزة للعمل بحلول عام 2030.
تجدر الإشارة إلى أن خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي، الذي يمر عبر مضيق جبل طارق ويصل إلى مدينة طريفة في إسبانيا، كان قد توقف عن العمل بشكل أحادي من الجانب الجزائري في عام 2022، وذلك في سياق التوترات السياسية بين البلدين. ومع ذلك، قامت إسبانيا بإعادة تشغيل هذا الخط في شهر يونيو من نفس العام، ولكن في الاتجاه المعاكس، أي من إسبانيا إلى المغرب. وقد أتاح هذا التطور للمغرب إمكانية استيراد الغاز الطبيعي عبر هذا الأنبوب بشكل تدريجي، مما ساهم في تعزيز أمنه الطاقي.