اخبار مهمةفي الواجهة

خطوة تصعيدية من الجزائر اتجاه المغرب

في تطور يثير القلق بشأن الأمن القومي المغربي، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر ميليشيات “البوليساريو” وهي تجري تدريبات باستخدام طائرات بدون طيار (درونز) في محاكاة لهجوم على المملكة. هذه المشاهد أكدت الشكوك التي أُثيرت سابقًا حول استخدام الميليشيات لهذه التكنولوجيا الحديثة، والتي تُعد مدعومة بشكل مباشر من الجزائر وإيران، مما يشكل تهديدًا متزايدًا على حدود المغرب وأمنه.

حادثة على الحدود تكشف عن خطورة التهديد
في حادثة حديثة تُبرز خطورة هذا التطور، تمكن الجيش المغربي من اعتراض طائرة مسيّرة صغيرة كانت تحلق بالقرب من مدينة وجدة على الحدود الشرقية، حيث كانت تقوم بتصوير المنطقة الحدودية. هذه الحادثة تشير إلى أن التهديد لم يعد مقتصرًا على الصحراء المغربية، بل يمتد إلى الحدود المغربية الجزائرية، مما يعكس تصعيدًا جديدًا في استخدام التكنولوجيا لزعزعة استقرار المملكة.

تشكل الطائرات المسيّرة تحديًا عالميًا في الوقت الراهن، حيث إن استخدامها في الهجوم أكثر سهولة مقارنة بتصديها. وفقًا لخبراء الأمن، فإن الوسائل التقليدية مثل أجهزة التشويش أو المدافع الليزرية تُعد فعالة في حماية مواقع محددة، لكنها غير كافية لتأمين مساحات واسعة مثل الجدار الدفاعي المغربي، الذي يمتد على طول 2700 كيلومتر.

الحرب بين روسيا وأوكرانيا قدّمت العديد من الدروس حول كيفية التصدي لهجمات الطائرات المسيّرة. لجأ الطرفان إلى حلول مبتكرة، منها استخدام طائرات اعتراضية لتدمير الدرونز المعادية، أو الاعتماد على أجهزة استشعار صوتية لتحديد مواقع الطائرات قبل وصولها. ومع ذلك، تبقى التحديات الكبرى في مواجهة هجمات الأسراب، حيث يمكن لمئات الطائرات الصغيرة العمل بشكل متزامن لإرباك الدفاعات.

الدعم الذي تقدمه الجزائر للبوليساريو، والتقارير التي تؤكد دور إيران في توفير التكنولوجيا العسكرية للطائرات المسيّرة، يُشكلان تهديدًا مباشرًا لأمن المغرب واستقراره. هذا التحالف يُبرز أهمية استجابة سريعة من المملكة للتصدي لهذه المخاطر، ليس فقط عبر تعزيز القدرات العسكرية، ولكن أيضًا من خلال حشد الدعم الدولي لمواجهة التصعيد الذي يستهدف استقرار المنطقة ككل.

المغرب، الذي نجح في بناء جدار دفاعي متين في الصحراء، بات أمام تحدٍ جديد يتطلب تحديثًا مستمرًا للتكنولوجيا الدفاعية لضمان حماية حدوده وسيادته الوطنية من التهديدات المتزايدة.

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button