اخبار مهمةفي الواجهة

مصادر الغاز الطبيعي الى المغرب تصدم العالم

أفادت صحيفة “إل بيريوديكو” الإسبانية بأن المغرب قد تصدر قائمة مستوردي الغاز الطبيعي من إسبانيا في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، مستفيدًا من خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي يربط بين البلدين. هذا الخط الذي تم تشغيله بكفاءة عالية في السنوات الأخيرة، ساعد المغرب على تجاوز دول أوروبية أخرى في استيراد الغاز الإسباني.

خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي: رابط حيوي للطاقة
تُعد خطط الطاقة المشتركة بين المغرب وإسبانيا محورًا استراتيجيًا في تأمين إمدادات الغاز للمملكة المغربية. وكان خط الأنابيب المغاربي الأوروبي قد وصل إلى نحو 90% من طاقته القصوى في معظم الأشهر الأخيرة من العام الماضي، مما يتيح تدفق الغاز الطبيعي إلى المغرب بسهولة ويسر. هذا الخط، الذي يمر عبر مضيق جبل طارق وصولاً إلى مدينة طريفة الإسبانية، يعد أحد أبرز المشاريع البنية التحتية للطاقة في المنطقة بعد أن تم إعادة فتحه في يونيو 2022 بعد إغلاقه من قبل الجزائر.

المغرب يتفوق على فرنسا في إعادة تصدير الغاز
في الفترة بين غشت ونونبر من العام الماضي، تمكن المغرب من تجاوز فرنسا في عمليات إعادة تصدير الغاز الإسباني. وفقًا للتقرير، حصل المغرب على 40% من إجمالي الغاز المعاد تصديره من المحطات الإسبانية، بينما كانت حصة فرنسا 33% من إجمالي الصادرات. وهو ما يعكس تزايد اعتماد المغرب على الغاز الإسباني في تلبية احتياجاته الطاقية في وقت حساس يشهد فيه العالم أزمة طاقة غير مسبوقة.

إعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال
على الرغم من هذا التعاون الكبير، فإن الاتفاق بين المغرب وإسبانيا لا يتعلق بشراء الغاز الإسباني مباشرة، بل بإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال الذي يستورده المغرب. هذا الغاز يتم استقبال شحناته في المحطات الإسبانية حيث يتم تحويله إلى غاز طبيعي ثم يُرسل إلى المغرب عبر الأنابيب. ويمثل ذلك خطوة حيوية في سياق حاجة المغرب للبنية التحتية لاستقبال الغاز المسال، التي لا يزال يفتقر إليها بشكل كامل.

اتفاقيات جديدة لتعزيز إمدادات الغاز
وفي خطوة إضافية لتعزيز إمدادات الغاز، وقع المغرب اتفاقًا مع شركة “شل” البريطانية لاستيراد 500 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، بموجب اتفاق طويل الأمد يمتد لمدة 12 عامًا. هذا الغاز سيتم شحنه من الموانئ الإسبانية عبر خط أنابيب الغاز إلى المغرب، وذلك إلى أن يتم بناء محطات لاستقبال الغاز المسال في موانئ الناظور وغيرها من المناطق على المحيط الأطلسي. هذه الخطط جزء من استراتيجية المغرب الطاقية التي أعلنت عنها وزارة الانتقال الطاقي لتعزيز مصادر الطاقة المتجددة والغازية.

التوترات السياسية مع الجزائر
في ظل تعزيز التعاون الطاقي بين المغرب وإسبانيا، كانت هناك تحديات سياسية تمثلت في التهديدات الجزائرية. حيث أكدت الصحيفة الإسبانية أن الحكومة الإسبانية أضافت آلية لمراقبة المصدر لضمان عدم إعادة تصدير الغاز الجزائري إلى المغرب. وذلك على خلفية تهديدات الجزائر بوقف عقود توريد الغاز مع الشركات الإسبانية إذا تبين أن أي جزء من الغاز يعاد تصديره إلى المغرب.

وقد تزامن هذا التوتر بين إسبانيا والجزائر مع تصعيد دبلوماسي بسبب التحولات في المواقف السياسية الإسبانية تجاه قضية الصحراء المغربية، حيث قدمت الحكومة الإسبانية دعمًا حيويًا للمغرب خلال أزمة الطاقة الكبرى. وقد شكل هذا الدعم خطوة استفزت الجزائر، لكنه في المقابل ساعد في تعزيز التعاون الطاقي بين المغرب وإسبانيا.

يظهر التقرير أن المغرب قد تمكن من تأكيد حضوره كأحد أكبر مستوردي الغاز الطبيعي من إسبانيا في ظل التعاون المتنامي بين البلدين في قطاع الطاقة. ومع ازدياد أهمية الغاز الطبيعي في تأمين الاحتياجات الطاقية للمملكة، تزداد أهمية خط الأنابيب المغاربي الأوروبي في ضمان تدفق الغاز بسهولة إلى المغرب. في الوقت نفسه، تعكس التوترات مع الجزائر التحديات السياسية التي قد تواجه التعاون الطاقي بين المغرب وإسبانيا، وهو ما يتطلب متابعة دقيقة للمتغيرات في هذا المجال الحيوي.

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button