أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن جمعية مصدري لحوم الأبقار البرازيلية (ABIEC) أن المغرب استورد أكثر من 1530 طنًا من لحوم الأبقار البرازيلية خلال الأشهر الإحدى عشرة الأولى من عام 2024. وتعتبر هذه الكمية جزءًا من صادرات البرازيل الإجمالية التي تجاوزت مليوني و645 ألف طن من لحوم الأبقار خلال نفس الفترة.
وفقًا للتقرير، تصدرت الصين قائمة الدول المستوردة للحوم البرازيلية في نوفمبر 2024، تلتها دول الاتحاد الأوروبي، ثم هونغ كونغ وروسيا، بالإضافة إلى مصر، الشيلي، والولايات المتحدة. على الرغم من هذه المنافسة العالمية، أظهر المغرب اهتمامًا متزايدًا في استيراد اللحوم البرازيلية.
زيادة في واردات اللحوم البرازيلية في 2023
في عام 2023، استورد المغرب 2807 أطنان من اللحوم البرازيلية، ما يعكس زيادة ملحوظة مقارنة بالأرقام الحالية في عام 2024. هذا النمو يعكس أيضًا التعاون التجاري المتزايد بين البلدين، الذي يعزز التبادل في القطاعات الزراعية.
التعاون التجاري بين البرازيل والمغرب: الحوافز الضريبية
أكدت وزارة الفلاحة والثروة الحيوانية البرازيلية في أكتوبر 2024 أن المغرب خصص حصة استيراد معفاة من الضريبة على القيمة المضافة للمنتجات البرازيلية، مما يعزز التعاون التجاري بين البلدين. هذا التدبير يعكس رغبة المغرب في تسهيل واردات المنتجات البرازيلية، خاصة في قطاع اللحوم.
المغرب في المرتبة الرابعة بين أكبر مستوردي لحوم الأبقار من البرازيل
أشار البيان إلى أن المغرب احتل المركز الرابع بين أكبر المستوردين الأفارقة للحوم البرازيلية في 2023، حيث بلغت قيمة المعاملات التجارية بين البلدين أكثر من مليار و230 مليون دولار. وتترقب البرازيل مزيدًا من النمو في حجم الصادرات إلى السوق المغربية في المستقبل القريب.
إلغاء التعريفات الجمركية لتعزيز التعاون
في إطار تعزيز التعاون الثنائي، تم مناقشة إمكانية إلغاء التعريفات الجمركية على المنتجات البرازيلية خلال المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في دورته السادسة عشرة. تشمل هذه التعريفات 200% على لحوم الأبقار المجمدة و100% على الدواجن. إلغاء هذه الرسوم قد يفتح الطريق لمزيد من التوسع في التبادل التجاري بين البلدين.
ارتفاع أسعار اللحوم في المغرب ودور الواردات
تأتي هذه المستجدات في وقت تشهد فيه أسعار اللحوم الحمراء في السوق المغربية ارتفاعًا ملحوظًا. هذا الوضع دفع الحكومة المغربية إلى اتخاذ خطوات لزيادة الواردات من الخارج بهدف تهدئة الأسعار.
وفي هذا السياق، أكد مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، في نوفمبر الماضي، أن المغرب يخطط لاستيراد 20 ألف طن من اللحوم الحمراء (الطرية والمجمدة) قبل نهاية العام الحالي.
رغم هذه الخطوات، أفادت مصادر مهنية أن الكميات المستوردة قد لا تكون كافية لتخفيض الأسعار بشكل كبير في السوق المغربية. سيظل السؤال قائمًا حول مدى فعالية هذه الإجراءات في معالجة المشكلة المستمرة لارتفاع أسعار اللحوم.
فرص وتحديات التعاون بين البرازيل والمغرب
تظهر الأرقام والإجراءات المتخذة أن المغرب يعمل على تعزيز تعاونه التجاري مع البرازيل، خاصة في قطاع اللحوم، من خلال زيادة الواردات وفتح النقاشات حول تخفيض التعريفات الجمركية. ومع استمرار ارتفاع الأسعار في السوق المحلية، يبقى دور الواردات من اللحوم في تحقيق استقرار الأسعار تحديًا يتطلب المزيد من التنسيق بين البلدين.
