اخبار مهمةحوارات الصحافةفي الواجهة

سنة 2024… فترة سوداء عاشتها الجزائر

في عام 2024، واجه النظام الجزائري سلسلة من النكسات الدبلوماسية التي تمثل تحديًا كبيرًا لسياساته التقليدية، والتي أثرت سلبًا على مكانته الدولية والإقليمية.

هذه التحولات تزامنت مع تزايد الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء وسحب الاعتراف بـ “جمهورية الوهم”، مما ساهم في تعزيز عزلة الجـزائر على الساحة الدولية.

دعم متزايد لمغربية الصحراء:
في تطور دبلوماسي لافت، شهدت العديد من الدول دعمًا متزايدًا لموقف المغرب بشأن سيادته على الصحراء. على الصعيد الإفريقي، انضمت دول مثل غينيا بيساو وتشاد إلى صف المغرب، حيث افتتحت قنصليات في مدينة الداخلة، مما يعكس تحولًا دبلوماسيًا مهمًا في القارة. وفي أوروبا، تبنت دول مثل جمهورية التشيك وسلوفاكيا قرار دعم مغربية الصحراء، ما يبرز تحولات كبرى في المواقف الدولية تجاه القضية.

فرنسا وفنلندا تساندان مغربية الصحراء:
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أكتوبر 2024 عن دعم فرنسا الكامل لمغربية الصحراء، مؤكّدًا أن هذا القرار “لا رجعة فيه” أمام البرلمان المغربي.

من جهة أخرى، أصبحت فنلندا أول دولة من شمال أوروبا تدعم رسميًا مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، ما يعد ضربة دبلوماسية قوية للنظام الجـزائري.

سحب الاعتراف بـ “جمهورية الوهم”:
شهدت سنة 2024 سحب عدد من الدول، مثل بنما والإكوادور، اعترافها بـ “جمهورية الوهم”، مما يعزز عزل الجزائر دبلوماسيًا. هذه التحولات تكشف تراجع الدعم الدولي لمواقف الجـزائر في نزاع الصحراء، ما يزيد من عزلة النظام الجزائري.

العلاقات العربية والموريتانية مع المغرب:
على الصعيد العربي، يواصل أعضاء مجلس التعاون الخليجي دعمهم الثابت لمغربية الصحراء، فيما شهدت العلاقات المغربية الموريتانية تحولات إيجابية لصالح المملكة.

وفي ديسمبر 2024، قام الرئيس الموريتاني بزيارة إلى المغرب، حيث دعم مشروعات استراتيجية مهمة مثل مشروع أنبوب الغاز نيجيريا المغرب والمشروع الأطلسي الإفريقي، ما يمثل تعزيزًا للعلاقات بين البلدين ويثير استياء النظام العسكري في العالم الآخر.

الأزمة الداخلية في الجزائر:
على الصعيد الداخلي، يعاني النظام الجـزائري من أزمة اقتصادية خانقة تتفاقم مع تدهور الأوضاع المعيشية. نقص المواد الأساسية مثل الغاز والحليب والدقيق دفع إلى تصاعد الغضب الشعبي، فيما يُهدد الوضع الحالي بانفجار اجتماعي. كما تستمر الحكومة في ممارسة القمع السياسي ضد المعارضين، مما يزيد من حالة الاحتقان الداخلي.

رفض طلب الجزائر الانضمام إلى “بريكس”:

تعرض النظام الجزائري لصفعة دبلوماسية أخرى بعد رفض طلب الجـزائر الانضمام إلى مجموعة “بريكس“، رغم دعم الرئيس الجزائري تبون من بعض دول التكتل. هذا الرفض يعكس عزلة الجزائر المتزايدة على الساحة الدولية.

الاحتقان الاجتماعي واتهامات بالإرهاب:
تسود الجزائر حالة من الاحتقان الاجتماعي بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، بينما تواجه الحكومة اتهامات من دول الجوار، خاصة مالي، بدعم الإرهاب، مما يزيد من التوترات الإقليمية ويعزز عزلة الجـزائر على مستوى العالم.

التحولات الإقليمية والدولية:
منطقة القبائل، التي تشهد تصاعدًا في الاحتجاجات، تواصل مطالبتها بحق تقرير المصير، ما يفاقم الضغط الداخلي على النظام. كما يستمر النظام الجزائري في محاولة تصدير أزماته إلى الخارج من خلال التوترات مع دول الجوار ودعمه للمنظمات الانفصالية، وهو ما يساهم في تعزيز عزلة الجـزائر.

فشل مؤامرات النظام الجزائري:
في ظل الهزائم الدبلوماسية المتتالية والغضب الشعبي المتصاعد، يرى العديد من الخبراء السياسيين أن هذه التطورات قد تكون مؤشراً على قرب نهاية حكم “العسكر” في الجزائر. فالنظام الجـزائري يواجه تحديات داخلية وخارجية كبرى، وهو ما يجعل التوقعات تشير إلى مزيد من النكسات في العام المقبل.

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button