اخبار مهمةحوارات الصحافةفي الواجهة

قلعة السراغنة.. تحرير 19 مريضًا نفسيًا من احتجاز غير إنساني في ضيعة فلاحية

في عملية أمنية نوعية، تمكنت فرقة من رجال الدرك الملكي مساء يوم الخميس 26 ديسمبر من تحرير 19 مريضًا يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية، كانوا محتجزين في ظروف قاسية وغير إنسانية داخل ضيعة نائية بمنطقة دوار الطواهرة التابعة لجماعة الشعرا في دائرة العطاوية بإقليم قلعة السراغنة.

جاءت هذه العملية تحت إشراف النيابة العامة، التي أمرت بتوقيف المتورطين في هذه القضية تمهيدًا للتحقيق معهم وإحالتهم على العدالة.

ظروف الاحتجاز: “غوانتانامو الطواهرة”
ووفقًا للمصادر المحلية، فقد كانت الضيعة المتواجدة ضواحي قلعة السراغنة تستخدم كمركز “سري” للاحتجاز، حيث عانى المرضى من سوء المعاملة و التغذية السيئة، فضلاً عن كونهم مقيدين بالسلاسل والأقفال، في مشهد وصفت الأوساط المحلية بـ”غوانتانامو الطواهرة”. وقد عكس هذا الواقع المؤلم إهمالًا صارخًا لحقوق المرضى وتجاهلاً لاحتياجاتهم الأساسية، وهو ما يعكس ضعف الرقابة الصحية والاجتماعية في المنطقة.

المفاجأة: الأسر كانت تدفع المال للاحتجاز بدل العلاج!
ومن المفاجآت التي كشفت عنها التحقيقات، تبين أن أسر المرضى كانوا يدفعون مبالغ مالية تتراوح بين 2000 و 3000 درهم شهريًا، تحت اعتقاد أن أقاربهم يتلقون الرعاية الطبية والعلاج المناسب. ولكن تبين لاحقًا أن هذه الأموال كانت تُستغل لاستمرار احتجاز المرضى في ظروف مزرية، بعيدًا عن أي إشراف طبي أو اجتماعي.

نقل المرضى إلى مستشفى قلعة السراغنة: بداية جديدة بعد مأساة طويلة
بعد تحرير المرضى، تم نقلهم إلى مستشفى الأمراض النفسية والعقلية في كدية الجمالة التابعة لقلعة السراغنة، حيث بدأ الأطباء في إجراء الفحوصات الطبية وتقديم الرعاية اللازمة. وتُشير التقارير الأولية إلى أن العديد من المرضى يعانون من سوء التغذية وأمراض جلدية ناجمة عن الظروف المعيشية القاسية التي تعرضوا لها طيلة الفترة الماضية.

تساؤلات حول الرقابة وحماية حقوق الإنسان
تسلط هذه القضية الضوء على غياب الرقابة الصحية والاجتماعية في المناطق القروية بإقليم قلعة السراغنة، وتثير تساؤلات حول دور السلطات المحلية في حماية الفئات الهشة، مثل المرضى النفسيين، وضمان حقهم في العلاج والرعاية. كما أن استغلال المرضى نفسيًا وماديًا يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ويستدعي تدخلًا عاجلًا من الجهات المسؤولة لضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات مستقبلاً.

هذه الكارثة الإنسانية تُعد دعوة ملحة إلى محاسبة المتورطين في هذه الجريمة البشعة. من المهم أن تتحرك السلطات القضائية بسرعة لضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات في المستقبل، وضمان حصول جميع المواطنين على الرعاية الصحية في بيئة تحفظ كرامتهم الإنسانية وتوفر لهم حياة آمنة وصحية.

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button