بدأت شركات الطيران العالمية في توجيه اهتمامها بشكل متزايد نحو السوق المغربية، في خطوة تهدف للاستفادة من الفرص الكبيرة التي توفرها المملكة، خاصة في ظل استعداداتها لاستضافة كأس العالم 2030.
الحدث الرياضي الكبير الذي سيجمع المغرب مع إسبانيا والبرتغال، جذب انتباه شركات الطيران التي بدأت في اتخاذ خطوات استراتيجية لتوسيع حضورها في السوق المغربية قبل انطلاق المونديال.
بدأت العديد من شركات الطيران العالمية في حجز حصصها مسبقًا في السوق المغربية، حيث تسعى لزيادة السعة الحالية للرحلات اليومية إلى المغرب.
ووفقًا لمصادر اعلامية، فإن السلطات المغربية تلقت في الأيام الأخيرة العديد من الطلبات من شركات طيران دولية بعد الإعلان الرسمي عن فوز المغرب بشرف استضافة كأس العالم 2030.
وفي هذا السياق، تُجري الشركات تقييمًا لزيادة عدد الرحلات الجوية، بالإضافة إلى الحصول على تراخيص لتشغيل خطوط إضافية من أجل تلبية الطلب الكبير المتوقع مع اقتراب موعد البطولة.
تحديث الأساطيل وتوسيع الشبكات
الشركات العالمية، سواء كانت أوروبية أو خليجية، تُخطط لإضافة طائرات أكبر مثل طراز إيرباص A380 إلى أساطيلها، وذلك لتلبية الزيادة المرتقبة في الطلب على الرحلات الجوية.
تسعى هذه الشركات إلى تعزيز وجودها في السوق المغربية من خلال توسيع شبكاتها الجوية وربط المغرب بمزيد من المدن حول العالم. ويشمل هذا التوسع أيضًا الحصول على أماكن في المطارات المغربية الكبرى التي ستشهد كثافة عالية من حركة المسافرين في السنوات المقبلة.
شركات الطيران العالمية تروم افتتاح مكاتب تجارية لتعزيز الحضور المحلي
في إطار استعداداتها للحدث الرياضي العالمي، بدأت بعض شركات الطيران الدولية في افتتاح مكاتب تجارية في مدن مغربية كبرى مثل الرباط، الدار البيضاء، وطنجة. وقد تم تخصيص مساحات كبيرة لهذه المكاتب، تتجاوز 500 متر مربع، بهدف تعزيز الحضور المحلي وزيادة تفاعل الشركات مع السوق المغربية. هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجيات طويلة المدى لتعزيز تواجد الشركات على الأرض المغربية وجذب المزيد من السياح والمسافرين.
السياحة المغربية في نمو مستمر
يُعتبر قطاع السياحة في المغرب أحد العوامل التي تجذب شركات الطيران العالمية إلى السوق المغربية. فقد شهد المغرب زيادة ملحوظة في أعداد السياح منذ العام الماضي، حيث استقبلت المملكة نحو 14.6 مليون سائح حتى نهاية أكتوبر 2024، متجاوزة بذلك الرقم القياسي للعام السابق.
ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي، مع التوقعات بأن تصل أعداد السياح إلى 26 مليون سائح بحلول عام 2030. هذه الأرقام تعزز اهتمام شركات الطيران العالمية بالمغرب، مما يجعلها تسرع في استثماراتها وتوسيع عملياتها.
تُظهر هذه التحركات الجادة من شركات الطيران العالمية أن المغرب باتت وجهة رئيسية للاستثمار في قطاع النقل الجوي، وهو ما يعكس ثقة السوق في الاقتصاد المغربي وقدرته على استقبال الأحداث الكبرى مثل كأس العالم 2030.
ويتوقع أن يشهد قطاع الطيران في المغرب تحولات كبيرة في السنوات المقبلة، مع زيادة مستمرة في الرحلات الجوية والسعة الاستيعابية للمطارات المغربية.
هذا، و مع اقتراب موعد كأس العالم 2030، يواصل المغرب تعزيز مكانته كوجهة جاذبة للاستثمارات في جميع القطاعات، بما في ذلك قطاع الطيران.
وتسعى شركات الطيران العالمية إلى تحقيق أكبر استفادة من هذه الفرص عبر زيادة رحلاتها، تحديث أساطيلها، وفتح مكاتب تجارية في المدن المغربية الكبرى. في الوقت نفسه، يشهد القطاع السياحي نمواً ملحوظاً، مما يعزز من مكانة المغرب على الساحة العالمية.
