اخبار مهمةحوارات الصحافةفي الواجهة

مستجدات اكتشاف النفط في بحر انزكان

أعلنت شركة “أوروبا للنفط والغاز” (Europa Oil & Gas)، وهي شركة بريطانية متخصصة في التنقيب عن النفط والغاز، عن اكتشافات النفط في بحر انزكان قبالة سواحل مدينة أكادير، في خطوة قد تُحدث تغييرًا كبيرًا في قطاع الطاقة في المغرب. المشروع الذي يمتد على مساحة بحرية تقدر بـ 11.228 كيلومتر مربع، يشمل سواحل طرفاية وسيدي إيفني وطانطان.

فما هي التفاصيل حول هذه الرخصة؟ وكيف يمكن أن تؤثر على مستقبل الطاقة في المملكة؟

رخصة “انزكان”: الإمكانات الكبيرة للتنقيب عن النفط والغاز
تتمتع رخصة “انزكان” البحرية، التي تمتلك شركة Europa Oil and Gas البريطانية حصة 75% فيها، مع المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن (ONHYM) الذي يمتلك 25%، بإمكانات هائلة في مجال التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل المملكة.

ومنذ حصول الشركة على ترخيص التنقيب في المنطقة في عام 2019، بدأت العمليات الميدانية في غشت 2021، حيث تستهدف الشركة استكشاف “حوض غير مستكشَف بالكامل”، وهو ما يفتح أبوابًا لفرص اكتشافات نفطية وغازية واعدة قد تغير مشهد الطاقة في المغرب.

النفط في بحر انزكان.. التركيز على الطبقات الجيولوجية الطباشيرية السفلى
من أبرز عوامل الجذب في مشروع النفط في بحر انزكان هو تركيز التنقيب على الطبقات الجيولوجية الطباشيرية السفلى. تعد هذه الطبقات من أهم الفترات الجيولوجية للاكتشافات النفطية والغازية في العديد من الحقول العالمية.

وفي المغرب، تعتبر هذه الطبقات من بين الأكثر جذبًا للاستثمار، حيث أظهرت الخصائص الجيولوجية لهذه المنطقة إمكانيات كبيرة لاستخراج الهيدروكربونات. رغم أن المنطقة شهدت حفر 10 آبار عميقة، فإن معظمها لم يستهدف الطبقات الطباشيرية السفلى بشكل دقيق، مما يعزز من فرص النجاح في هذه المنطقة.



الاستكشافات السابقة وتوقعات الاكتشافات المستقبلية
تشير البيانات السابقة إلى وجود النفط في بحر انزكان، حيث تم العثور على النفط في بئر Amber-1 في عام 2004 وبئر FA-1 في عام 2014. تواصل الشركة البحث في الطبقات السينومانية، الألبية، والباريمن، التي تعد من الفترات الجيولوجية الغنية بالهيدروكربونات.

وتتوقع التقديرات أن الاحتياطيات المحتملة في أفضل 10 آبار مستهدفة قد تتراوح من 200 إلى 800 مليون برميل مكافئ نفطي.

الفرصة الكبيرة: حوض غير مستكشَف بالكامل
يعد حوض “انزكان” من المناطق البحرية غير المستكشَفة بالكامل، ما يوفر فرصة كبيرة لاكتشاف احتياطيات ضخمة من النفط والغاز. يمتاز الحوض بأنواع مختلفة من الفخاخ الجيولوجية، مما يعزز التوقعات بوجود نظام هيدروكربوني مثبت في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، تؤكد الدراسات الفنية الحديثة وجود خزانات نفطية تحت البحر، مما يزيد من فرص اكتشاف مزيد من الاحتياطيات.

الصورة: رسم توضيحي للفخاخ الجيولوجية في بحر انزكان

البرنامج الزمني والمرحلة الأولى من العمل
بدأت شركة Europa Oil and Gas المرحلة الأولى من العمل على رخصة انزكان، والتي تستمر لمدة عامين.

وتشمل المرحلة الأولى إعادة معالجة بيانات ثلاثية الأبعاد على مساحة 1300 كيلومتر مربع، بهدف تحسين فرص الاستكشاف وزيادة دقة تحديد المواقع المحتملة. في نهاية المرحلة الأولى، ستقرر الشركة ما إذا كانت ستستمر في التنقيب أو ستوقف المشروع بناءً على النتائج الأولية.

اختارت شركة Europa Oil and Gas المغرب كموقع استثماري مثالي بفضل بيئته المواتية، والتي تشمل شروط مالية ممتازة، ضرائب منخفضة، واستقرار سياسي ملحوظ. علاوة على ذلك، يعد المغرب من الدول التي تجذب الاستثمارات في قطاع النفط والغاز، بفضل وجود العديد من الشركات الكبرى والمتوسطة التي تمتلك امتيازات استكشافية في المنطقة. بالإضافة إلى أن المغرب يوفر إمكانية الوصول إلى بيانات زلزالية وبيانات الآبار السابقة بأسعار مناسبة، مما يعزز من جاذبية الاستثمار في هذا القطاع.

هذا، وتعد اكتشافات النفط في بحر انزكان بمثابة فرصة ذهبية لتغيير مشهد الطاقة في المغرب. ومع إمكانيات كبيرة لتطوير هذا القطاع، فإن التنقيب المستمر والتقدم في الأعمال الميدانية قد يفتح آفاقًا جديدة للاقتصاد الوطني. إذا نجحت هذه الاكتشافات، فقد تساهم في تحول المغرب إلى أحد اللاعبين الرئيسيين في سوق النفط والغاز في المنطقة.

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button