لماذا زار الرئيس الموريتاني المغرب؟
توجه الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني يوم أمس إلى المملكة المغربية، حيث حل في العاصمة الرباط، في زيارة وصفتها وكالة الأنباء الموريتانية بأنها “خاصة”. هذه الزيارة تأتي في وقت حساس يشهد فيه الإقليم تقاربات غير مسبوقة، خصوصًا بين الجزائر وموريتانيا، ما أثار العديد من التساؤلات حول طبيعة الزيارة وأهدافها في هذا الظرف الإقليمي المتوتر.
زيارة الرئيس الموريتاني تأتي في ظل ظروف إقليمية معقدة
تزداد أهمية الزيارة في ظل الظروف الإقليمية الحالية، حيث يعكف النظام الجزائري على تقوية علاقاته مع موريتانيا، محاولًا استمالتها إلى صفه في إطار السياسة الإقليمية.
في المقابل، يواصل المغرب تعزيز علاقاته مع أفريقيا عبر فتح خطوط بحرية وجوية إضافية، ما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
ومع هذه التحركات السياسية، تزايدت التكهنات حول الغرض من زيارة الرئيس الموريتاني للمغرب في هذا التوقيت بالذات.
الزيارة العائلية: للاطمئنان على صحة السيدة الأولى
حسب مصادر خاصة من جريدة “عبّر.كوم”، فقد تأكد أن زيارة الرئيس الموريتاني كانت عائلية بحتة، وذلك للاطمئنان على صحة السيدة الأولى، مريم بنت الداه، التي خضعت لعملية جراحية في المغرب إثر وعكة صحية. هذه المعلومات جاءت لتكشف النقاب عن الغرض الحقيقي للزيارة، والذي لا يرتبط بالمسائل السياسية المتداولة في الإعلام.
لماذا لم تُجرِ العملية في الجزائر؟
ولكن يبقى السؤال الأبرز: لماذا اختارت السيدة الأولى أن تجري العملية الجراحية في المغرب بدلًا من الجزائر، التي وصف رئيسها عبد المجيد تبون بأنها تمتلك “أفضل منظومة صحية في أفريقيا”؟ هذا التساؤل يفتح المجال لتأويلات عدة، خصوصًا في ظل العلاقات المتوترة بين الجزائر والمغرب. إذ قد يكون اختيار المغرب مكانًا للعلاج رسالة ضمنية تتعلق بموقف موريتانيا من الوضع الإقليمي الحالي.
زيارة سياسية أم عائلية؟
بينما أُعلنت زيارة الرئيس الموريتاني على أنها خاصة وعائلية، فإن التوقيت الذي جاءت فيه والظروف الإقليمية المحيطة يثيران العديد من الأسئلة. قد تكون الزيارة بمثابة إشارة لتوجهات الرئيس الموريتاني تجاه المغرب، في وقت حساس يشهد فيه العالم العربي والإفريقي تحولات سياسية كبرى. وعلى الرغم من أن الهدف المعلن هو الاطمئنان على صحة السيدة الأولى، فإن العلاقات بين الدول الكبرى في المنطقة تظل محط أنظار المراقبين.