الجزائر مهددة بالطرد من الجامعة العربية بسبب المغرب
كشف معهد “الآفاق الجيوسياسية” (أوريزون)، الذي يُعرّف نفسه كمركز مستقل مختص في التحليل الجيوسياسي لمنطقة المغرب العربي والساحل وإفريقيا الأطلسية، عن معلومات حساسة من مصدر دبلوماسي رفيع المستوى، تُشير إلى أن الجزائر تواجه خطر فقدان مكانتها داخل جامعة الدول العربية.
مخاوف من استبعاد الجزائر من جامعة الدول العربية
ووفقًا لما أورده المعهد، فإن هذه المعلومات، التي وصفها بـ”الحساسة للغاية”، قد تُحدث زلزالًا في الأوساط الدبلوماسية حال تأكيدها.
وأوضح المصدر أن هناك تزايدًا في الاتصالات السرية بين عدد من الدول الأعضاء في الجامعة العربية لبحث إمكانية اتخاذ خطوات جادة لاستبعاد الجزائر.
يأتي ذلك وسط تصاعد الغضب من السياسات التي تتهم الجزائر بانتهاجها بهدف زعزعة الاستقرار الإقليمي.
الجزائر وتمويل الأنشطة الانفصالية
وأشار التقرير إلى أن السبب الرئيسي وراء هذه التحركات هو تنظيم الجزائر لما سموه لـ”يوم الريف” يوم 23 نوفمبر الماضي، حيث دعمت بشكل مباشر كيانًا انفصاليًا يُعرف باسم “حزب الريف الوطني”، وقامت بتمويل نشاطاته بمبلغ قُدر بعشرة ملايين يورو، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لتدويل هذا المطلب الانفصالي.
ذكر المعهد أن هذه التطورات تأتي في سياق دولي يزيد من عزلة الجزائر، خصوصًا مع عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتعيين ماركو روبيو وزيرًا للخارجية. ويُعرف روبيو بمواقفه المنتقدة للنظام الجزائري ودعمه للمواقف المغربية، مما قد يزيد من الضغوط الأمريكية على الجزائر.
التوترات مع فرنسا والخليج العربي
كما تطرّق التقرير إلى تأزم العلاقات الجزائرية الفرنسية، والتي شهدت تدهورًا كبيرًا مؤخرًا. تجلى ذلك من خلال موقف باريس الداعم لسيادة المغرب على الصحراء، بالإضافة إلى اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في 16 نوفمبر، مما أثار انتقادات واسعة من الطبقة السياسية الفرنسية.
وفي السياق العربي، أشار التقرير إلى الدعم القوي الذي عبّرت عنه دول الخليج للمغرب خلال القمة الـ45 لمجلس التعاون الخليجي في الكويت، حيث أكدت البيانات الرسمية دعمها الصريح للوحدة الترابية للمغرب، مما يعكس عزلة الجزائر المتزايدة في المحيط العربي.
مشاورات سرية وقرارات محتملة
كشف المصدر الدبلوماسي للمعهد أن هناك اجتماعات سرية مكثفة تُجرى بين الدول العربية لدراسة السيناريوهات الممكنة للتعامل مع الجزائر. تشمل هذه الخيارات: الاستبعاد الكامل من الجامعة العربية، الإيقاف المؤقت كما حدث مع سوريا في 2011، أو توجيه إنذار رسمي يطالب الجزائر بوقف أنشطتها التي تُوصف بأنها مهددة للاستقرار الإقليمي
أوضح التقرير أن أي قرار ضد الجزائر سيكون له تداعيات كبيرة، مثل تفاقم عزلتها الدولية، وتهديد موقفها الاقتصادي، وإضعاف موقفها في قضية الصحراء، وإعادة ترتيب التوازنات الإقليمية بشكل كبير.
الجزائر واستفزاز المغرب
أشار التقرير إلى أن استفزاز الجزائر للمغرب لم يتوقف، حيث نظّمت مؤخرًا نشاطًا بعنوان “الدورة الأولى ليوم الريف” بحضور شخصيات سياسية وإعلامية من الجزائر وعدة دول أخرى، ما اعتبره الخبراء محاولة لاستغلال بعض الأسماء المرتبطة بالحراك الريفي في المغرب، والتي سبق أن نفى الريفيون وقادتهم الاجتماعيون ارتباطهم بها، واصفين هذه المحاولات بأنها تحمل أجندات خارجية مشبوهة.