إسبانيا تنتظر زيارة الملك محمد السادس وترتّب لها على أعلى مستوى
كشفت مصادر صحفية إسبانية، أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، يطمح منذ توليه السلطة في سنة 2018، إلى إقناع الملك محمد السادس بإجراء زيارة رسمية إلى إسبانيا.
وجاء في تقرير نشرته صحيفة “Okdiario” الإسبانية، أن الزيارة الرسمية والوحيدة للملك محمد السادس إلى إسبانيا، كانت في الـ11 مارس 2005، بمناسبة الذكرى الأولى لهجمات 11-مارس، مبرزة أنه بعد مضي عشرين عاماً، تسعى حكومة بيدرو سانشيز إلى إقناعه بالقيام بزيارة إلى مدريد بمناسبة اختيار إسبانيا والمغرب والبرتغال لاستضافة بطولة كأس العالم 2030.
وأوضح التقرير، أنه يجري التنسيق لهذه الجهود من قبل وزارة الخارجية، رغم أن الاستضافة ستكون من اختصاص القصر الملكي في حال موافقة الملك على ذلك.
وأكدت الصحيفة، وفقاً لمصادرها الدبلوماسية، أن قصر مونكلوا، قد أحيى طموحاً كان لدى بيدرو سانشيز منذ وصوله إلى السلطة في 2018، وهو “إقناع الملك العلوي بزيارة إسبانيا”.
واستطردت الصحيفة نقلا عن مصادرها أنه “قد تم إرسال الدعوة بالفعل إلى الرباط من قبل الحكومة، بعد جهود الإدارة العامة للبروتوكول، والسفارة، ووزارة الخارجية، التي تقوم بالإعداد التقني للمبادرة. حتى الآن، لم يتم تلقي أي رد. ويُقال إن قبول محمد السادس لدعوة سانشيز لن يكون سهلاً، إذ لم يقم الملك المغربي بزيارة رسمية لأي بلد أوروبي منذ سنوات عديدة”
وذكر المصدر ذاته أن آخر زيارة رسمية للعاهل المغربي إلى أوروبا كانت في عام 2018 إلى باريس، بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون للاحتفال بالذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى، مبرزا أن الملك يقضي جزءاً كبيراً من السنة بشكل غير رسمي في العاصمة الفرنسية، مشيرا في ذات الوقت إلى أنه باستثناء تلك الزيارة، زار محمد السادس الغابون والإمارات العربية المتحدة في عام 2023.
ووفقاً لمصادر الصحيفة الدبلوماسية، فإن نية الحكومة الإسبانية هي اعتبار هذه الزيارة الرسمية إلى مدريد علامة على “الصلح التام” بعد سنوات من العلاقات المتوترة بين البلدين، خاصة بعد أزمة دخول إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الوهمية، إلى إسبانيا بطريقة غير مشروعة وبدعم من الحكومة.
وذكرت الصحيفة أن دافع هذه الزيارة سيكون اختيار إسبانيا والمغرب والبرتغال رسمياً لاستضافة بطولة كأس العالم 2030، لافتة إلى أنه على الرغم من أن هذا “الاختيار أصبح شبه رسمي لعدم وجود منافسين آخرين، إلا أنه يجب تأكيده في تصويت الفيفا المقرر في دجنبر، وتتوقع الخارجية أنه إذا تمت الزيارة، فإنها ستحدث بين نونبر وفبراير، وربما بحلول 2025”.
واستبعدت الصحيفة زيارة الملك محمد السادس لقصر مونكلوا، المقر الرسمي ومكان العمل لرئيس الحكومة، مشيرة إلى أنه في حال الموافقة على الزيارة الملكية، فإنها ستكون لا محالة إلى زارزويلا للقاء الملك فيليب السادس، حيث قالت: “سيكون هذا الإطار الوحيد الذي يمكن أن يجتمع فيه سانشيز والملك محمد السادس، بعد أن استقبله مرتين في قصره الملكي بالرباط. بالإضافة إلى ذلك، لم يُستبعد إجراء بعض التنقلات خلال تلك الزيارة”.
وخلص التقرير إلى الإشارة إلى أن مصادر دبلوماسية أخرى ترى في خطط مونكلوا بشأن زيارة الملك محمد السادس الرسمية إلى إسبانيا “مستقبلاً ضئيلاً”، لا سيما وأن جزءاً من اليسار، وحتى داخل مجلس الوزراء نفسه، يعارض مخطط الحكم الذاتي الذي كان المغرب قد تقدم به كحل موضوعي لنزاع الصحراء المغربية، والذي يحظى بدعم بيدرو سانشيز، ما قد يؤدي، بحسبها، إلى نوع من الاحتجاج ضد الملك في مدريد.
وزار الملك محمد السادس إسبانيا مرة واحدة منذ تربعه على العرش، كانت عام 2005 تزامنا مع ذكرى تفجيرات 11 مارس الأولى، التي استهدفت عددا من القطارات الإسبانية، وتسببت في مقتل 131 شخصا، اتهمت جماعة لها ارتباط بالقاعدة بارتكابها