بنكيران يوجه رسالة شديدة اللهجة إلى ماكرون
وجه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، رسالة إلى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، منقدا من خلالها التصريحات التي ألقاها أمام مجلسي البرلمان المغربي، والتي قال فيها أن “ماوقع في السابع من أكتوبر هو هجوم “همجي” شنته حركة “حماس”، ضد إسرائيل” مشيرا إلى أن فرنسا خسرت 48 من مواطنيها و2 منهم مازالوا ضمن الأسرى المحتجزين في غزة.
وبعد التعبير عن ترحيبه بموقف فرنسا الواضح والصريح بشأن الصحراء المغربية، ومضمون الخطاب المتعلق بعلاقات الصداقة التاريخية والاحترام المتبادل التي تربط المغرب وفرنسا، وبالآفاق الواعدة التي تفتحها هذه الزيارة والتي توجت بالتوقيع على الاعلان المتعلق بالشراكة الاستثنائية الوطيدة بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، ذكّر بنكيران، ماكرون بأن “المغرب والمغاربة، وكما أكد الملك، مرارا وتكرارا، يضعون دائما القضية الفلسطينية في نفس مرتبة قضية الصحراء المغربية”، معبرا عن “استغرابه الشديد” من محتوى خطابه بشأن “حرب الإبادة” التي تشنها إسرائيل في غزة، وخاصة تأكيد ماكرون على أن “7 أكتوبر 2023 كان هجوما بربريا همجيا بشكل خاص، نفذته حماس ضد إسرائيل وشعبها، وأن من حق إسرائيل أن تدافع عن شعبها ضد مثل هذا التهديد…”.
وأضاف بنكيران في مراسلته التي اطلعت عليها جريدة “عبّر”، “حماس ومثل حركة التحرير الوطني في المغرب، والقوات الفرنسية الحرة في فرنسا، وجبهة التحرير الوطني في الجزائر، والعديد من حركات التحرير في العالم…، كانت وستظل حركة مقاومة تمارس الحق المشروع والذي يقره القانون الدولي لجميع الشعوب، للدفاع عن نفسها وأرضها ضد الاحتلال والإبادة”.
وتابع: “وحماس وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية تقاوم عن حق ضد الاستعمار والاحتلال والتطهير العرقي والإحلال الكبير والإبادة الجماعية، وضد كل هذه العمليات الهمجية التي ترتكبها إسرائيل، والتي لا يعود تاريخها إلى 07 أكتوبر 2023، بل ابتدأت منذ زمن بعيد واستمرت ودون انقطاع لأكثر من 76 عاما”.
وأضاف الأمين العام لـ “البيجيدي”: “وغني عن القول أن ما تفعله إسرائيل ككيان استيطاني يحتل أرض فلسطين بشكل غير قانوني، لا علاقة له بالحق في الدفاع عن النفس، وأن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل على مدى عقود من الزمن، والإبادة الجماعية الوحشية التي ترتكبها إسرائيل بالخصوص منذ 7 أكتوبر 2023 ، و “خطة الجنرالات الجارية في شمال غزة منذ أسابيع ليس لها مثيل في تاريخ الوحشية.
وفي هذا الصدد، فإن وصفكم لهذه الفظائع بأنها الحق في الدفاع عن النفس ضد مثل هذا التهديد…”. يشكل ظلماً كبيرا وإهانة شنيعة للشعب الفلسطيني المضطهد منذ عام 1948 على الأقل، ولمئات الآلاف من النساء والأطفال المدنيين الذين أبادهم الجيش الإسرائيلي أو شوههم منذ 7 أكتوبر 2023، وتشجيع وترخيص بالقتل الجيش الاحتلال الهمجي على مواصلة هذا التطهير العرقي وهذه المذابح غير المسبوقة”.
وزاد رئيس الحكومة السابق، قائلا: “ولقد سبق لكم أن انتقدتم وعن حق، في خطابكم يوم الخميس 24 أكتوبر الماضي في المؤتمر الذي نظم في باريس من أجل لبنان، الهمجية التي زرعتها إسرائيل والإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي تمارسه في فلسطين وفي لبنان بإعلانكم نتحدث كثيرا عن حرب حضارية (…) لست متأكدًا من أننا ندافع عن الحضارة ونحن نزرع بأنفسنا الهمجية”.
وأضافت المراسلة: ” فرنسا، بلد إعلان حقوق الإنسان والمواطن الذي أقر الحق في مقاومة الاضطهاد، فرنسا أرض المقاومة ضد النازية،فرنسا، شعب الحرية والأخوة، والبلد الصديق والقريب من المنطقة، ولا سيما من لبنان، تتحمل مسؤولية تاريخية عن قلب الحقائق والتاريخ والمسؤوليات، وإزاء المآسي الإنسانية وجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال والجيش الإسرائيلي بشكل منهجي ضد النساء والأطفال المدنيين، وتدمير البنية التحتية الحيوية بشكل منهجي ودون أدنى تردد من منازل ومستشفيات ومدارس ودور العبادة، والحصار ومنع الغذاء والماء والأدوية المستخدم كأسلحة حرب وإبادة، وآخرا وليس أخيرا حظر “الكنيست” للأنشطة الإنسانية لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
ولذلك، تضيف المراسلة، “فإنه من الملح جدا التحرك وبسرعة، ومن الواجب والمسؤولية التاريخية والأخلاقية والقانونية للمجتمع الدولي، وخاصة القوى العظمى مثل دولتكم تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني المعرض لخطر الإبادة والترحيل واتخاذ قرارات وخطوات لا لبس فيها لإدانة إسرائيل والضغط عليها لكي تنهي فوراً سياسة الفصل العنصري والإبادة الكلية في غزة، وكل فلسطين، ولبنان”.
وختم بنكيران مراسلته بالقول: “كما أنه من الملح للغاية أن يعمل المجتمع الدولي على تصحيح الخطأ التاريخي والظلم الكبير الذي ارتكبه في عام 1948 من خلال تأسيس كيان استعماري على أساس كذبة استعمارية وإمبريالية مفضوحة تحت شعار “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”، هذا الكيان الاستعمارية الذي هو أساس كل الفوضى والكوارث المستمرة منذ ذلك التاريخ في فلسطين وفي المنطقة وفي العالم، وذلك بقيام الدولة الفلسطينية دون تأخير ودون شروط، دولة فلسطينية حرة ومستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وهو حق الشعب الفلسطيني المشروع وغير القابل للتصرف، والذي بدونه لا يمكن تحقيق السلام والذي من أجله تبقى كل مقاومة مشروعة”.