الجزائر قلقة جدآ من التقارب المغربي الفرنسي
نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية في عددها يوم غد أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب تأتي كخطوة نحو تجديد العلاقات بعد فتور دام لثلاث سنوات، بين صيف 2021 وربيع 2024.
وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة تحمل أبعادًا استراتيجية ستحدد ملامح الثلاثين عامًا المقبلة، بهدف ترسيخ شراكة استثنائية بين البلدين. هذا التوجه يعكس رغبة الطرفين في تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
متابعة دقيقة من الجزائر
ذكرت “لوموند” أن هذه الزيارة ستلقى متابعة دقيقة من الجزائر، التي تصاعدت أزماتها مع فرنسا، خاصة بعد إعلان باريس في يوليوز الماضي عن دعمها لـ “سيادة المغرب على الصحراء”. ورغم جهود الخارجية الفرنسية في تحقيق توازن بعلاقتها مع المغرب والجزائر، إلا أن شدة التنافس بين البلدين المغاربيين تزيد من صعوبة المهمة.
تحول الموقف الفرنسي تجاه قضية الصحراء
أكدت الصحيفة أن التحول الأخير في الموقف الفرنسي بشأن قضية الصحراء جاء بعد مطالب المغرب بدعم واضح في هذه المسألة كشرط لتجديد العلاقات. وقد اعتبر المغرب هذا الموقف نجاحًا في “اختبار القوة” مع باريس، حيث عبّر الملك محمد السادس عن شكره للرئيس ماكرون.
تأثير الزيارة على العلاقات الجزائرية الفرنسية
أضافت “لوموند” أن هذا التوجه الفرنسي الجديد قد أثار أزمة مع الجزائر، التي ردت بتعليق اتصالاتها الرسمية مع فرنسا وسحب سفيرها. كما تم إلغاء الزيارة الرسمية للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى باريس، مما يعكس تفاقم التوترات بين البلدين.
الأبعاد الاقتصادية للعلاقات
اقتصاديًا، تميل فرنسا لدعم المغرب على حساب الجزائر، حيث أظهرت الأرقام أن حجم الصادرات الفرنسية إلى المغرب بلغ 6.7 مليار أورو في 2023، مقابل انخفاض التعاملات مع الجزائر. وترى باريس في المغرب بوابة أساسية للتوسع نحو إفريقيا، مما يعزز الأهمية الاستراتيجية للعلاقات الثنائية.
الأفق المستقبلي للأزم
ختتمت “لوموند” بأن الأزمة بين الجزائر وفرنسا قد تستمر على المدى الطويل، حيث شعرت الجزائر بـ “الخيانة” نتيجة تحول الموقف الفرنسي تجاه قضية الصحراء. وقد يدفع هذا باريس للتفكير في عرض جديد يتناول ذاكرة حرب الجزائر كخطوة لاحتواء الموقف وتخفيف التوترات.