وزارة الأوقاف تختار موضوع خطبة الجمعة الموحدة
أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن اختيارها لموضوع بالغ الأهمية لخطبة الجمعة، والموافق لـ 14 ربيع الآخر 1446 هـ الموافق لـ 18 أكتوبر 2024م.
وقد وقع الاختيار على موضوع “دور الأركان الأربعة في ترسيخ الإيمان” وذلك في إطار سعي الوزارة الدائم إلى تعزيز الوعي الديني لدى المواطنين وتعميق فهمهم لمبادئ الإسلام.
تركيز على الأسس الراسخة للإيمان
يهدف اختيار هذا الموضوع إلى تسليط الضوء على أهمية الأركان الأربعة للإسلام في بناء شخصية المسلم المتكاملة وتقوية إيمانه.
ومن المتوقع أن تتناول خطبة الجمعة هذه الأركان بالتفصيل، موضحة دور كل ركن في حياة المسلم وعلاقته بالإيمان.
وهذه مقدمة الخطبة كما نشرتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في موقعها الرسمي:
وزارة الأوقاف.. الخطبة الأولى:
الحمد لله ذي الفضل والإحسان، فتح باب الإقبال عليه بأركان الإسلام، نحمده تعالى ونشكره، ونستعينه ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أنَّ سيِّدنا محمداً عبده ورسوله، أفضل من أقام شرائع الدِّين، في كمال التَّدين مع بيان حدوده وأحكامه لسائر الأنام، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأزواجه وذرياته ومن إليه انتمى من الصَّحْب الكرام، والتَّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
أما بعد، فيا معاشر المؤمنين، إنَّ ممَّا ينبغي التَّنبيه عليه، وصرف العناية إليه، هو ما فتح الله على أوليائه من أبواب الخير في الإقبال عليه، من خلال أركان الإسلام، التي هي أحب ما تَقرَّب به العبد إلى مولاه ذي الجلال والإكرام،
وهي ما يقربه من ربه جل في علاه
﴿إِنَّمَا اَ۬لْمُومِنُونَ اَ۬لذِينَ إِذَا ذُكِرَ اَ۬للَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمُۥٓ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتْهُمُۥٓ إِيمَٰناٗ وَعَلَيٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَۖ اَ۬لذِينَ يُقِيمُونَ اَ۬لصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ اُ۬لْمُومِنُونَ حَقّاٗۖ لَّهُمْ دَرَجَٰتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٞ وَرِزْقٞ كَرِيمٞۖ﴾[1].
وقد قال الحق سبحانه في الحديث القدسي:
«من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أَحَبَّ إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه…»[2]الحديث.
عباد الله، هذا الحديث القدسي الشريف، الذي هو أصل من أصول الولاية، وركن من أركان الحماية، يشتمل على مجموعة من الأمور أهمها:
أنَّ الله تعالى حافِظٌ لأوليائه وعباده الصالحين، وأنَّ من أهم خصائص أولياء الله تعالى القيامَ بالفرائض التي يناجي فيها العبد ربه سبحانه، من صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحجٍ، وأنَّ التَّقرب إليه سبحانه بالنوافل يُكْسِبُ محبتَه تعالى المنجيةَ من الشقاء، والمؤديةَ إلى الحفظ والحماية الربانية لعبده. فيكون تعالى حافظاً لسمعه الذي يسمع به، حامياً لبصره الذي يبصر به، مُسَدِّداً ليده التي يبطش بها، مُوجهاً لرجله التي يمشي بها، مُجيباً لرغباته، مُجيراً من رهباته.
فيكون المؤمن في كنف الله الذي لا يضام، محروساً بعينه التي لا تنام، محبوباً عند الله وعند النَّاس، كما قال الحق سبحانه:
﴿إنَّ اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ اُ۬لصَّٰلِحَٰتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ اُ۬لرَّحْمَٰنُ وُدّاٗۖ﴾[3].