انحسار تاريخي وغير مسبوق في الثلوج بجبال الألب يدق ناقوس الخطر.
دار الخبر -وكالات
لم يتبق أي ثلوج في جبال الألب الصيف الماضي لأول مرة في التاريخ، وفقا لتقرير جديد.
ويحذر العلماء من أن ذوبان الجليد في أوروبا كان “خارج المخططات” خلال السنوات القليلة الماضية، في خضم تغير المناخ المتفاقم.
فقد فقدت جبال الألب السويسرية ستة في المائة من حجم أنهارها الجليدية بين عامي 2021 والعام الماضي، واشتدت حدتها بسبب موجات الحر وقلة الثلوج.
كما سجل الخبراء أيضا درجة حرارة 0 درجة مئوية بارتفاع قياسي بلغ 5000 متر – وهو ما يحدث لأول مرة منذ ما يقرب من 70 عاما.
وكشفت حالة المناخ العالمي لعام 2022، أن السنوات الثماني الماضية كانت الأكثر سخونة على مستوى العالم، بينما تحطمت الأرقام القياسية في أوروبا من حيث ذوبان الأنهار الجليدية.
وتشتهر سلسلة الجبال الأوروبية بغطاء من الثلج طوال معظم العام، يجذب إليه المتزلجين على الجليد من جميع أنحاء العالم.
لكن الآثار الصارخة لتغير المناخ أدت إلى اختفاء هذا الغطاء تماما، حيث بدأ ذوبان الجليد قبل شهر واحد من المعتاد في عام 2022.
وعندما انفجر الغبار الصحراوي على سلسلة الجبال في مارس الماضي، تسارع هذا الذوبان أكثر حيث كان انعكاس الطاقة الشمسية محدودا.
وقال بلير تريوين من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لصحيفة التايمز: “كان الشتاء جافا تماما، لذا كانت كمية الثلج التي تراكمت خلال الشتاء أقل من المعتاد، ثم كان هناك صيف حار جدا باستمرار. لذلك كان لديك ذوبان أسرع من المعتاد.
كما أظهرت أبحاث أخرى من العام الماضي أن الغطاء النباتي فوق خط الأشجار قد زاد عبر ما يقرب من 80% من جبال الألب خلال الـ 38 عاما الماضية.
وجاء ذلك في الوقت الذي انخفض فيه الغطاء الثلجي بشكل ملحوظ في حوالي 10% من المساحة التي تم قياسها.
ومع ذلك، لم تكن جبال الألب بأي حال من الأحوال حالة شاذة، حيث تعرضت الأنهار الجليدية في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأجزاء من القطب الشمالي إلى خسارة كبيرة في الأنهار الجليدية أيضا.
وفي الوقت نفسه، عانت مناطق أخرى من أوروبا من حرائق الغابات العنيفة والضغط الحراري الشديد حيث عانت القارة من أحر صيف على الإطلاق.
وكان الجليد البحري في القطب الشمالي أقل من متوسط أعوام 1991-2020 لمعظم عام 2022، بينما انخفض الجليد البحري في القطب الجنوبي أيضا إلى مستوى قياسي منخفض.
وأدى الجفاف في إفريقيا إلى نزوح أكثر من 1.7 مليون شخص في الصومال وإثيوبيا، في حين شرد الفيضان المدمر في باكستان حوالي ثمانية ملايين شخص.