تبون يكلف وزير خارجيته الجديد بمهمة خاصة اتجاه المغرب.
دار الخبر
لم تمضِ سوى أيام معدودة على تعيين وزير الخارجية الجزائري “الجديد” على رأس الدّبلوماسية أحمد عطاف، من قبل عبد المجيد تبون، حتى شرع في وضع “إستراتيجيته” لمناوءة المغرب ومصالحه.
وتؤشّر المُعطَيات على أنّ “دور” عطاف هو تأدية مَهمّة وحيدة هي فرض “حصار على “جاره” المغرب لـ”فرملة” تمدّده في عمقه الإفريقي على الخصوص.
و”أزعج” هذا الامتداد المغربي جنرالات الجزائر، الحكام الفعليين للبلد، بحسب ما تسرّب حديثاً عن هارون حسين، ضابط المخابرات الجزائري السّابق وزعيم “الحركة الجزائرية للضبّاط الأحرار” السرية في المنفى.
وحسب الحركة، المُعارِضة الشّديدة للنظام العسكري الحاكم ببلد “المليون شهيد”، استدعى عبد المجيد تبّون، “الرّئيس” الجزائري، وزيرَ خارجيته، الاثنين الماضي، ليبلغه بأنه معيّن على رأس الدّبلوماسية مكانَ رمطان لعمامرة.
وشدّد تبّون على عطاف “إصلاح” ما أفسده رمطان والحرص على محاصرة “الجيران”، وأبلغه بأنه ينتظر منه تقريرا شاملاً عن “خطة” لـ”قهر” المغاربة وحُلفائهم، الأفارقة تحديداً.
وطلب أحمد عطاف من سكرتارية الرّئيس تحديدَ موعد للقائه وتحديد موعد الخميس (16 مارس الجاري.
وتقدّم وزير الخارجية الجديد بنظرته المستقبلية عن “الخطة” التي تسير عليها الوزارة.
وستعمل الوزارة، وفق ما “أمر” به تبّون بدءاً بيوم تعيينه وفق “إستراتيجية” جديدة في التعامل مع الملفات الخارجية والتركيز على بلدان القارّة الإفريقية والبرلمان الأوروبي والكونغرس الأمريكي.
وفي الوقت الذي ستُعطى للسّفراء الصّلاحيات الكاملة في البلدان الأخرى، اقترح عطاف، بشأن الدّول الإفريقية، بحسب المصدر ذاته، “تمويل جمعيات المجتمع المدني وتوزيع المساعدات الإنسانية على الفقراء ومواكبتها بهالة إعلامية إفريقية وأوروبية، بدعم مالي من الجزائر حتى رؤساء بلدان إفريقيا”، ما أحرَجهم أمام شعوبهم، وفقه، “سيتخصّصون” في المغرب وحلفائه.
واقترح عطاف على “الرّئيس” تبّون أن يُعمّق علاقاته مع البلدان الخليجية، لا سيما في ظلّ آخر تطورات التقارب بين السّعودية وإيران.
وعلى صعيد القارّة الأوروبية، وفق ما وضّح المتحدث ذاته، “ستقتصر سياستنا الجديدة على البرلمان الأوروبي، الذي حققنا فيه نجاحات كبيرة خلال السّنوات الماضية… وسنضع خطة عاجلة بمشاركة جهاز الـ”DRS” لتوسيع شبكة أصدقاء الجزائر الذين يدافعون عن مصالحها داخل هذا البرلمان، وأيضا إنهاك العدو الكلاسيكي عبر إثارة ملفات حقوقية ضدّه والعمل على وضع العراقيل لأيّ اعتراف لدول أوروبية بالمقترح المغربي في قضية الصّحراء الغربية”.
وفي سياق مهامّه، سيقوم عطاف بجولة في واشنطن، سيلتقي خلالها بـ”أصدقاء الجزائر القدامى، ليساعدونا في إنشاء لوبي أكثر قوة وصلابة من اللوبي الحالي يستطيع الدّفاع عن مصالح الجزائر في واشنطن”.
وبشأن عواصم أوروبية (باريس لندن وموسكو وبكين) لا سيما في دول أمريكا الجنوبية، ستُعطى للسفراء الجزائريين الصلاحيات الكاملة، بحسب اقتراح عطاف، للقيام بما يلزم، دون مراجعته كثيراً.
كما سيشترط عليهم، وفق ما جاء في تسريبات هارون حسين، إعداد تقاريرَ كاملة حول أنشطتهم كلّ ثلاثة شهور.