صناعة المسيرات في المغرب تدخل مرحلة جديدة و سط ترقب و هلع الجزائر
بدأت عدة شركات مغربية في صناعة المسيرات لتلبية احتياجات المملكة المتزايدة في هذا المجال، حيث تشمل الاستخدامات المتنوعة للمسيرات من العسكرية إلى نقل السلع، بالإضافة إلى التصوير ورسم الخرائط.
و من أبرز هذه الشركات، شركة “آيرو درايف إنجينيرينغ سرفيس” التي أعلنت عن تجربة ناجحة لطائرتها بدون طيار “أطلس” بعد أشهر من الاختبارات.
صناعة المسيرات المغربية، لأجل مهام متعددة، سواء في المجال العسكري، أو في مجالات أخرى كالقطاع الفلاحي، والاقتصادي، ومراقبة الحدود.
ففي أكتوبر الماضي، أعلنت شركة “آيرو درايف” عن تجربة أولى ناجحة لطائرة “أطلس” التي صممت خصيصًا للعمليات العسكرية مثل الاستطلاع وجمع المعلومات.
الطائرة تمتاز بقدرتها على البقاء في الجو لمدة 6 ساعات، وبسعر منخفض لا يتجاوز 2000 دولار، بالإضافة إلى استخدامها الذكاء الاصطناعي لتجميع الصور والفيديوهات.
الإستثمار في صناعة المسيرات
وقد أكد الباحث في الشؤون العسكرية، محمد عصام لعروسي، أن المغرب بدأ في تأسيس صناعة عسكرية حديثة منذ سنوات، بما في ذلك الاستثمار في صناعة المسيرات.
وأشار إلى أن المملكة تسعى لأن تصبح دولة مصنعة في هذا المجال، مع تأسيس صناعتها الخاصة للمسيرات منذ 10 سنوات.
وبعد نجاحه الكبير في تصنيع السيارات والطائرات، يطمح المغرب لتأسيس صناعة عسكرية تتماشى مع رغبة المملكة في أن تصبح قوة إقليمية قادرة على تلبية الطلب المحلي والتصدير إلى الأسواق العالمية.
في هذا السياق، وقع المغرب في نهاية شتنبر الماضي اتفاقية مع شركة “تاتا غروب” الهندية لإنتاج مركبة قتالية محلية في المغرب، وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة أكبر تشمل إنشاء منطقتين صناعيتين متخصصة في الدفاع، كما تم مصادقة المجلس الوزاري على 4 مشاريع تتعلق بالمجال العسكري.
وأشار لعروسي إلى أن المسيرات أصبحت جزءًا أساسيًا من الجيل الجديد للأسلحة، التي بدأت العديد من الدول الناشئة تهتم بها.
ولفت إلى أهمية المسيرات في الحروب الحديثة وقدرتها على تغيير موازين القوى، خصوصًا في مناطق مثل الشرق الأوسط.
كما أكد على أن المغرب لا يزال في مرحلة تأسيس صناعة المسيرات بشكل كامل، لكنه في طريقه إلى ذلك بفضل الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها في مجال الطيران، والكفاءات الوطنية التي يمكن توظيفها في هذا القطاع.
في الجانب الفلاحي، بدأت بعض الشركات المغربية في استخدام المسيرات لرش المبيدات الزراعية، وكذلك في مراقبة الطرق والمساعدة في عمليات الإنقاذ ومراقبة الحدود والهجرة غير النظامية.
على المستوى العالمي، تشير بيانات منصة “STATISTA” للإحصاءات إلى أن قيمة سوق الطائرات بدون طيار بلغت حوالي 30.6 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن ينمو هذا السوق ليصل إلى 55.8 مليار دولار بحلول عام 2030 بمعدل نمو سنوي قدره 7.5%.
وتتصدر شركة “DJI” السوق بحصة تجاوزت 70%، بالإضافة إلى شركات أخرى مثل “Parrot” و”Skydio” و”Autel Robotics”.
تظهر أيضًا تطورات كبيرة بشأن صناعة المسيرات، لأجل العمل في الزراعة، حيث يُتوقع أن يصل سوق الطائرات بدون طيار المستخدمة في الزراعة إلى 9 مليارات دولار بحلول 2030، مع تحسين كفاءة استخدام المبيدات وزيادة الإنتاجية الزراعية.
وفي قطاع الدفاع، يمثل الإنفاق الحكومي أكبر حصة من سوق الطائرات بدون طيار، حيث تنفق الحكومات حوالي 14 مليار دولار سنويًا على أنظمة الطائرات بدون طيار. كما تستخدم المسيرات في قطاعات أخرى مثل المرافق والبناء والتفتيش، مما يسهم في تقليل التكاليف وتحسين السلامة.