ارتفاع ملحوظ في واردات المغرب من المنتجات الطاقية
شهدت واردات المغرب من المنتجات الطاقية في عام 2023 زيادة ملحوظة بنسبة 26%، حيث بلغت نحو 33.3 مليون طن، مقارنة بالعام السابق 2022، وفقًا للتقرير السنوي لمجلس المنافسة. إلا أن هذا النمو لم يكن متساويًا عبر جميع فئات المنتجات الطاقية، حيث أظهرت بعض الفئات تراجعًا بينما سجلت أخرى زيادات كبيرة.
المنتجات الطاقية.. تباين في واردات المحروقات
رغم الزيادة العامة في واردات المنتجات الطاقية، فقد شهدت واردات غاز النفط و المحروقات الأخرى تراجعًا بنسبة 7.3%، لتستقر عند 6.9 مليون طن. وفي المقابل، سجلت واردات الفحم وفحم الكوك وأنواع الوقود الصلب الأخرى انخفاضًا بنسبة 4%، ليصل الإجمالي إلى 11.5 مليون طن.
زيادة كبيرة في واردات زيوت الغاز وزيوت الوقود
بينما سجلت واردات زيوت الغاز وزيوت الوقود زيادة ملحوظة بنسبة تجاوزت 155.5%، ليصل مجموع الكمية المستوردة إلى 12.5 مليون طن. هذه الزيادة تعكس الطلب المرتفع على هذه المواد في السوق المحلية.
السلع الغذائية ومستويات الاستيراد
أشار التقرير أيضًا إلى زيادة بنسبة 11.5% في واردات المنتجات الغذائية، رغم تراجع واردات القمح بنسبة 2.3%. وعلى الرغم من ذلك، سجلت واردات السكر زيادة هائلة بنسبة تصل إلى 652%، ليبلغ مجموع الكمية المستوردة أكثر من 64 ألف طن.
الاستجابة للتحديات العالمية
تأتي هذه الزيادة في الواردات في سياق ظروف عالمية غير مستقرة، مثل النزاع في أوكرانيا وجائحة كوفيد-19، التي أثرت على سلاسل الإمداد العالمية. ورغم الجهود المبذولة لتحسين الإنتاج المحلي، لم يتمكن الإنتاج الوطني من تلبية الطلب بالكامل، مما دفع السلطات إلى تعزيز الاستيراد لتأمين التوريد وسد العجز.
التطورات في الإنتاج الوطني
شهدت بداية السنة الجارية تراجعًا تدريجيًا في القيود العالمية، مما ساعد على انتعاش الإنتاج الوطني بفضل تحسن وفرة المواد الخام وتحسين استخدام القدرات الإنتاجية. وأشار التقرير إلى أن أسعار السلع بدأت في الاستقرار على الصعيد الدولي، مما ساعد في تقليل الضغوط على الأسعار مقارنة بالعام
الإجراءات الحكومية والتوجهات المستقبلية
رداً على التحديات المستمرة، تبنت السلطات المغربية استراتيجيات متعددة للتكيف، بما في ذلك تعزيز استيراد المواد الأساسية وتعديل نظام الإعانات لتشجيع استيراد القمح من أوروبا الشرقية وتنويع مصادر الاستيراد. كما سجلت الحكومة تقدمًا في قطاع الألبان بفضل دعم استيراد الأبقار الحلوب، بينما سجل تراجع في عدد الحيوانات المعدة للذبح، مما دفع السلطات إلى تسهيل استيراد الأبقار والأغنام لدعم السوق المحلية باللحوم الحمراء.
التوصيات والإجراءات المقبلة
دعا مجلس المنافسة إلى اعتماد استراتيجيات استباقية لتأمين الإمدادات عبر التنسيق بين القطاعين العام والخاص، مع التركيز على تعزيز المخزون الاستراتيجي وتحليل هشاشة سلاسل الإمداد. تعتبر هذه التدابير ضرورية لضمان استقرار السوق وحماية الاقتصاد الوطني من تقلبات الأسعار والاضطرابات العالمية.
هذا، و تظل واردات المغرب من المنتجات الطاقية والسلع الأساسية عنصرًا حيويًا في الاقتصاد الوطني، مع الحاجة المستمرة للتكيف مع التحديات العالمية والتقلبات الاقتصادية. إن تعزيز الاستيراد وتطوير استراتيجيات مرنة هي خطوات أساسية لضمان استقرار الإمدادات وضمان الاستدامة الاقتصادية في ظل الظروف العالمية المتقلبة