الفوسفاط المغربي يزيح دول عظمى ويتربع على رأس السوق العالمية
أصبح الطريق ممهدا أمام الفوسفاط المغربي للسيطرة على السوق العالمية، في ظل تراجع واردات أوروبا من الصين وروسيا.
وتُظهر صناعة الفوسفاط في المغرب إمكانات واعدة قادرة على تلبية الطلب العالمي المتزايد، مدعومة بصفة خاصة من قبل المكتب الشريف للفوسفاط المغربي
وكشف تقرير حديث، أن واردات أوروبا من الصين وروسيا تشهد انخفاضًا تدريجيًا، لتظهر دول أخرى بوصفها بدائل رائدة، مثل المغرب في مجال الفوسفات ومصر في مجال الأمونيا.
ولا يعكس هذا التحول في أنماط الاستيراد التقليدية في أوروبا تعديلًا إستراتيجيًا في مواجهة القيود الجيوسياسية والتجارية فحسب، وإنما يعكس -أيضًا- الاعتراف المتزايد بقدرات المغرب على الاضطلاع بدور رائد في قطاع الفوسفات
يُعد صعود المغرب في سوق الفوسفات العالمية جزءًا من سياق أوسع للنمو الاقتصادي وتنويع الصادرات.
على سبيل المثال تؤكد البيانات التي قدمها مكتب الصرف الأجنبي بوضوح الارتفاع السريع لقطاع الفوسفات ومشتقاته، ما دفعه إلى مرتبة قطاع التصدير الرائد في البلاد خلال عام 2022، مع نمو هائل بنسبة 43.9% مقارنةً بالعام السابق (2021)، بإجمالي 115.5 مليار درهم.
وأسهمت هذه الصادرات بنسبة الثلث (+35.5%) في زيادة إجمالي صادرات البلاد.
إن هذا الأداء الملحوظ، الذي أسهم بصورة كبيرة في النمو الإجمالي للصادرات المغربية، يشهد على قدرة المغرب على تعزيز مكانته بوصفه لاعبًا رئيسًا في التجارة الدولية في المدخلات الزراعية والمنتجات المشتقة.
علاوةً على ذلك، يبدو أن التطور المتوقع لأسعار الأسمدة الفوسفاتية في المستقبل القريب يخضع لسلسلة من الحالات الطارئة المتوقعة، حسبما يؤكد البنك الدولي.
وفي الواقع، بعد أن عانت من انخفاض مذهل بنسبة 30% تقريبًا خلال السنة المالية السابقة، فمن المتوقع حدوث انتعاش كبير في عام 2024، مع زيادة متوقعة بنحو 9%.
ومع ذلك، قد يشهد هذا الاتجاه التصاعدي انعكاسًا خلال العام التالي، مع استقرار الإمدادات وبدء تشغيل قدرات إنتاجية جديدة، ما قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار
بالإضافة إلى كونه صاحب ثاني أكبر مخزون لصخور الفوسفاط في العالم، يُعدّ المغرب ثالث أكبر منتج لمادة الفوسفات، وأول مصدّر لها على مستوى العالم.
ويؤدي المغرب دورًا حيويًا في حل أزمة الغذاء العالمية، من خلال توفير الأسمدة اللازمة للمحاصيل الزراعية، بفضل احتياطياته الهائلة، إذ يُعدّ أحد أكبر منتجي الأسمدة في العالم.
ولتعزيز الإنتاجية الزراعية، خصص المغرب 8 مليارات دولار لوحدات إنتاج الأسمدة الفوسفاتية في نيجيريا وإثيوبيا ورواندا ودول شرق أفريقيا الأخرى.
ويُصدر المغرب بالفعل 4 ملايين طن من الأسمدة إلى الدولة الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى.
كما استثمر المكتب الشريف للفوسفاط 10 مليارات دولار في إنتاج الأسمدة الزراعية، ما أسهم بصورة كبيرة في إنتاج المغرب البالغ 12 مليون طن العام الماضي (2023).
وتُقدر احتياطيات الفوسفات المغربي بنحو 50 مليار طن، ما يعني أنها قد تصل قيمتها إلى 15 تريليون دولار.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أكبر الدول امتلاكًا لاحتياطيات الفوسفاط في العالم:
ومع ذلك، وفقًا للمسح الجيولوجي التابع للحكومة الأميركية، وباستعمال أحدث الأرقام المتاحة، فإن المغرب يتخلف بصورة كبيرة عن الصين في إنتاج الفوسفاط على الرغم من امتلاكه أكبر احتياطيات في العالم.
وفي عام 2021، استخرجت الصين 85 مليون طن، مقارنةً بـ38 مليون طن في المغرب، واحتلت الولايات المتحدة المركز الثالث بـ21 مليون طن، في حين استخرجت روسيا 13 مليون طن.
ومنذ مطلع يوليو2023، تجاوزت النرويج المغرب، لتتصدّر قائمة الدول الأكثر امتلاكًا لاحتياطيات الفوسفات، إثر اكتشاف أكبر مخزون لصخور الفوسفات في العالم، قُدّر بنحو 70 مليار طن متري، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وبلغت الاحتياطيات العالمية المؤكدة من الفوسفات 72 مليار طن متري، وفقًا لتقييم هيئة المسح الجيولوجي الأميركية عام 2021، قبل اكتشاف أكبر مخزون لصخور الفوسفات في العالم في النرويج