ظاهرة مقلقة تُهدد موسم الزيتون بالمغرب و فلاحون يطلقون نداء استغاثة
أعرب العديد من الفلاحين في إقليمي الحوز وقلعة السراغنة عن قلقهم المتزايد إزاء تأخر إزهار أشجار الزيتون في مزارعهم، خوفًا من أن يؤثر ذلك سلبًا على محصول زيت الزيتون للموسم القادم، خاصة بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار هذا المنتج الحيوي خلال الموسم الماضي.
وأكد الفلاحون، بمن فيهم كبار المستثمرين في القطاع، أن أشجار الزيتون تزهر عادةً في شهر مارس، بينما تأخرت هذا العام بحوالي 3 أسابيع. وتساءلوا عن أسباب هذا التأخير، مُطرحين تساؤلات حول ما إذا كان مرتبطًا بالتغيرات المناخية التي يشهدها المغرب في السنوات الأخيرة.
وطالب الفلاحون وزارة الفلاحة، وكافة مصالحها الخارجية، باتخاذ خطوات عاجلة للتحقيق في هذه الظاهرة والإجابة على أسئلتهم المُقلقة، والتي تُشاركهم فيها مخاوف المستهلكين من زيت الزيتون.
ويُشار إلى أن المغرب يُنتج سنويًا حوالي 150 ألف طن من زيت الزيتون، يُصدر منها حوالي 25 ألف طن سنويًا.
إلا أن ضعف الإنتاج في العام الماضي، بسبب الجفاف وندرة الموارد المائية، أدى إلى ارتفاع قياسي في الأسعار، حيث تجاوزت في بعض المناطق 100 درهم للتر الواحد.
ودفعت هذه الأزمة الحكومة إلى اتخاذ تدابير جديدة لتسويق إنتاج الزيتون، بهدف تعزيز قيمة الإنتاج الوطني محليًا، وضمان التموين العادي والمنتظم للسوق الوطنية، وتثبيت الأسعار عند المستهلك في مستويات عادية، ولضمان استمرارية واستدامة سلسلة الزيتون (سلسلة القيمة بأكملها) والمساهمة في الأمن الغذائي للمواطن المغربي.
وبناءً على ذلك، قررت الحكومة إخضاع تصدير الزيتون في حالة طازجة أو مبردة، والزيتون المعالج، وزيت الزيتون، وزيت ثفل الزيتون للترخيص، حسب بلاغ صادر عن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.
ويبقى مصير محصول زيت الزيتون للموسم القادم مرهونًا بنتائج التحقيقات الجارية، وبالتدابير والإجراءات التي ستتخذها الجهات المعنية لمواجهة أي تحديات قد تُهدد هذا القطاع الحيوي.