“حرب العصابات تهز فرنسا: تجارة المخدرات تلقي بظلالها القاتمة على البلاد”.
دار الخبر وكالات
تثير الخلافات بين عصابات تجارة المخدرات في فرنسا قلق السكان والسلطات، على حد سواء، حيث تتصاعد الصراعات المميتة التي لم تعد تقتصر على المناطق الحضرية الكبرى المعروفة بالوجود القوي لشبكات تجارة المخدرات، بل تمتد الآن إلى مدن أخرى لم تتأثر بهذه الآفة حتى الآن.
وتطال الحرب التي تخوضها عصابات تجارة المخدرات، والجريمة بأنواعها المختلفة، بشكل متزايد المدن المتوسطة وحتى التجمعات الصغيرة، وتضع قوات الأمن في مواجهة تحد معقد للغاية، بينما لا تتوقف الشبكات الإجرامية عن تحديث أساليب عملها.
وتلجأ العصابات إلى استراتيجيات مرتبطة بأعمال عنف شديدة في حربها للسيطرة على المناطق والوصول إلى أكبر عدد من المستهلكين، في هذا النشاط غير القانوني الذي يدر كل سنة حوالي ثلاثة مليارات يورو سنويا في فرنسا.
ولتحقيق أهدافها، تكون العصابات على استعداد لفعل أي شيء، حتى للتخلص من منافسيها جسديا.
وهكذا، في مدينة مرسيليا، التي تسجل رقما قياسيا في عمليات التسوية الجسدية في البلاد، تتفاقم الوضعية بشكل متزايد.
ففي هذه المدينة الفرنسية الجنوبية المطلة على المتوسط، وقعت العديد من حوادث إطلاق النار منذ بداية العام، مع تسارع ملحوظ في شهر مارس، بعد تسجيل 32 ضحية قتلت في جرائم عصابات منظمة خلال العام 2022، وفقا للأرقام الصادرة عن النيابة العامة.
وتتناقل وسائل الإعلام مشاهد عنف غير مسبوق تم التقاطها بواسطة كاميرات المراقبة والتي تثير الرعب.
وتأتي سلسلة إطلاق النار هذه لتذكر سكان المدينة والسلطات بحجم هذه الظاهرة.
وجرت أحدث أعمال العنف هذه ليلة السبت- الأحد من الأسبوع الماضي، عندما قتل ثلاثة شبان في إطلاق نار، بعد استهداف سيارتهم بطلقات من سلاح كلاشنيكوف في ساعات الصباح الباكر، في المقاطعة الـ 11 من المدينة، التي شهدت منذ الأول من يناير وفاة 21 شخصا في عمليات تسوية حسابات على خلفية تجارة المخدرات.
ووفقا لوزارة الداخلية، لا تتوقف تجارة المخدرات عن التوسع في فرنسا وتشتعل بمرور الأشهر في جميع المدن المتوسطة، مع وجود ما يقرب من 4000 نقطة لتجارة المخدرات.
وليس فقط في مرسيليا، بل تأتي عمليات تسوية الحسابات بين شبكات تجارة المخدرات لتهز هدوء مدن أخرى.
بعد حادث إطلاق النار في سيفران يوم الاثنين الماضي، حيث أصيب رجل يبلغ من العمر 23 عاما بجروح خطيرة جراء إطلاق النار عليه، أصيب رجلان يبلغان من العمر 28 و29 عاما في ترامبلاي-أون-فرانس بعد أن تعرضوا لهجوم من قبل أشخاص مجهولين فروا من المكان.
وتعتبر السلطات أيضا أن هناك تسوية للحسابات في تلك الحالة، في الوقت الذي لا تتوقف فيه كميات المخدرات المصادرة من قبل قوات الأمن عن الازدياد من عام إلى آخر.