إطلاق سراح صحافي فرنسي مختطف في مالي.
دار الخبر -وكالات
بعد نحو عامين من اختطافه على أيدي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مالي، وصل الصحافي الفرنسي أوليفييه دوبوا إلى مطار نيامي الاثنين، إلى جانب العامل في المجال الإنساني الأميركي جيفري وودكي الذي اختُطف في 2016 في النيجر.
وعند نزوله من الطائرة، قال دوبوا “أشعر بالتعب لكنني بخير” وبدا مبتسمًا ومتأثراً، وكان يرتدي قميصًا أبيض وبنطالًا بيج اللون.
دوبوا الذي لا يُعرف ما إذا كان بقي في مالي طوال مدة خطفه، هو الرهينة الفرنسي الوحيد في الخارج منذ الإفراج في أكتوبر 2020 عن صوفي بترونان، السبعينية التي اختطفت في دجنبر 2016 في غاو أيضا.
واضاف أمام العديد من الصحافيين “إنه لأمر عظيم بالنسبة لي أن أكون هنا، وأن أكون طليقاً، أريد أن أشيد بالنيجر لمهارتها في هذه المهمة الدقيقة وأن اشكر فرنسا وجميع من سمحوا لي بالتواجد هنا اليوم”.
كما اعرب عن “جزيل امتنانه” لاذاعة فرنسا الدولية التي كانت تبث رسائل دعم شهرية من مقربيه.
كما أُفرج عن العامل في المجال الإنساني الأميركي جيفري وودكي الذي اختُطف في أكتوبر 2016 في النيجر. وظهر متكئًا على عصا إلى جانب دوبوا.
أبدى البيت الأبيض الاثنين “ارتياحا” لإطلاق سراح وودكي، وقال مستشار الأمن القومي جايك سوليفان عبر تويتر “تشكر الولايات المتحدة النيجر على مساعدتها في إعادته إلى الوطن لجميع الذين يفتقدونه ويحبونه”.
وقال وزير الداخلية النيجيري حمادو سولي الاثنين في المطار “استعادت السلطات النيجيرية الرهينتين سالمين قبل تسليمهما للسلطات الفرنسية والأميركية”.
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “ارتياحه الكبير” لإطلاق سراح الصحافي الذي “سيعود قريباً إلى فرنسا”.
وقال الرئيس الفرنسي في تغريدة بعد اتصال هاتفي مع الصحافي إنه “بغاية الامتنان للنيجر على هذا الإفراج”.
اختطف دوبوا، الصحافي المستقل البالغ 48 عامًا، في الثامن من ابريل 2021 في غاو بشمال مالي على أيدي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، أكبر تحالف جهادي في منطقة الساحل مرتبط بتنظيم القاعدة.
تعاون بشكل خاص مع صحيفة “ليبراسيون” ومجلتي “لوبوان” و”جون افريك”، وكان يعيش ويعمل في مالي منذ عام 2015. اعلن أنه تعرض للخطف في شريط فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي في 5ماي 2021.
وبعد مرور عام من عدم ورود أنباء عنه، تم نشر مقطع فيديو آخر له في 13 مارس 2022 على مواقع التواصل الاجتماعي، دون الإشارة إلى تاريخ تصويره.
“أمر لا يصدق”
وقالت شقيقته كانيل برنار لوكالة فرانس برس “إنه أمر لا يصدق، كنا ننتظر ذلك منذ عامين. انتهى الكابوس بالنسبة له ولأسرته أيضًا. سيتمكن من استئناف حياته، وإن كان من الصعب عليه نسيان ذلك”.
ورحبت منظمة مراسلون بلا حدود بالافراج عن الصحافي وقالت انه شكل “ارتياحًا كبيرًا”.
وفي رده على سؤال لوكالة فرانس برس، أجاب الأمين العام للمنظمة كريستوف ديلوار “تلقينا أخبارًا مطمئنة في مناسبات عدة خلال الأشهر الأخيرة، لكن طول مدة خطفه أثار قلقنا”.
كما أعرب هيئة تحرير صحيفة ليبراسيون التي تعاون معها دوبوا عن “فرحتها الكبيرة”.
واضافت الصحيفة على موقعها الالكتروني “نتطلع إلى أن نكون قادرين على الاحتفال معه بعودته، ونوجه خالص امتناننا لكل من عمل بلا كلل إلى جانبنا خلال هذه الفترة الطويلة”.
تشهد مالي، مثل جارتيها النيجر وبوركينا فاسو، أزمة أمنية خطيرة مع هجمات جهادية متكررة.
تعتبر عمليات الخطف من أكبر الأخطار التي يواجهها الصحافيون المحليون والأجانب. وتحذر العديد من السفارات، بينها الفرنسية، بشدة من تنقل مواطنيها في مالي.