اخبار مهمةحوارات الصحافةفي الواجهة

دجاج البرازيل “يغزو” الأسواق العربية.

دار الخبر

يتصدّر الجدل المتواصل حول جدوى استيراد اللحوم والدواجن البرازيلية لتسويقها في الدول العربية عناوين الأخبار في وسائل الإعلام ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي على الدوام لعدة اعتبارات تحمل في سياقها الكثير من علامات الاستفهام.

والمعروف أن الأسواق العربية باتت تشكل وجهة واعدة لمختلف أنواع الصادرات البرازيلية، بما فيها اللحوم والدواجن، لا سيما بعدما بلغ حجم هذه الصادرات، العام الماضي، أعلى مستوى له خلال ما يزيد عن 3 عقود من الزمن.

بحسب بيان صدر عن الغرفة التجارية العربية البرازيلية في 19 يناير العام الجاري، فإن صادرات البرازيل إلى 22 دولة عربية حققت إيرادات قياسية بلغت 17.7 مليار دولار العام 2022، مرتفعة بذلك بنسبة 23.06 بالمئة عن العام 2021، مما يضع الدول العربية في قائمة الشركاء التجاريين الرئيسيين للدولة الواقعة في أميركا الجنوبية والتي ترتبط بأعمال تجارية مع أوروبا والصين أيضًا.

وأشار البيان إلى النقاط التالية:

• تشتري دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منتجاتها الزراعية في الغالب من البرازيل مثل اللحوم والحبوب.

• تمثل مبيعات هذه السلع 71 بالمئة من إجمالي صادرات البرازيل إلى المنطقة.

• ارتفعت صادرات الدواجن وحدها إلى الدول العربية بنسبة 26.35 بالمئة من دون أن تتأثر المعاملات التجارية بين الجانبين بمحاولات الدول الشرق أوسطية زيادة إنتاجها المحلي خلال السنوات السابقة.

• دفعت الدول العربية في المتوسط نحو 2172 دولارًا للطن الواحد من الدجاج البرازيلي في العام 2022 في حين دفعت دول أخرى 2022 دولارًا فقط للطن.

ما هي أسباب الجدل ومبرراته؟

على الرغم من جميع هذه المؤشرات الإيجابية، فإن بارومترات الجدل حول جدوى استيراد الدواجن البرازيلية المجلّدة ظلّت تتراوح بين الصعود حينًا والهبوط حينًا آخر، على غرار ما حصل في لبنان، مطلع العام الماضي، تحت عنوان “سلامة الغذاء”، عندما تم التأكيد على النقاط التالية:

• قيام عدد من التجار اللبنانيين باستيراد “الصدر المجلّد” من الدجاج البرازيلي، ومن ثم تذويبه وبيعه كمنتج طازج، مما يخالف القرارات الصادرة عن وزارة الاقتصاد، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام المحلية حينها عن مصدر في النقابة اللبنانية للدواجن.

• اعتماد البرازيل مواصفات ممنوعة في لبنان لتربية الدجاج من حيث إدخال طحين الريش والمصارين والحقن بالماء في صلب غذائه.

الحالة المصرية الراهنة

كانت حدة الجدل قد ارتفعت مجددًا، أواخر فبراير الفائت، لدى وصول أول شحنة دواجن من البرازيل إلى مصر، بحجة أن “استيراد الدجاج المجمّد لسدّ العجز في الأسواق” يمكن أن يؤدي إلى تدمير صناعة الدجاج وتربيتها في البيئات المحلية الحاضنة، قبل أن يُصار إلى “تهدئة نسبية” على إيقاع ما قاله حازم المنوفي، رئيس شعبة المواد الغذائية في الغرفة التجارية في الإسكندرية، عندما أكد “أن استيراد الدجاج يهدف إلى تحقيق التوازن في الأسواق”، بحسب ما نقلته عن لسانه مواقع إعلامية مصرية.

من جهته، قال معاون وزير الزراعة المصري محمد القرش، الأربعاء، “إن استيراد اللحوم البرازيلية والدواجن جاء بهدف وضع حد لمغالاة التجار في الأسعار”، مشيرًا إلى أن “العديد من دول العالم تستورد من البرازيل”، لا سيما أن الحكومة اتجهت إلى استيراد اللحوم من البرازيل عقب ارتفاع أسعار السلع الغذائية التي تأثرت بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية وركود الاقتصاد العالمي وتحرك سعر صرف الدولار.

الحسم لصالح البرازيل

جاء الحسم إثر ذلك على لسان الدكتور إيهاب صابر، رئيس الهيئة العامة لخدمات الطب البيطري المصري، عندما أوضح “أنه تبيّن للهيئة عدم وجود أدلة علمية بأن اللحوم المستوردة من البرازيل مصابة بمرض جنون البقر، وذلك بعد التأكد من تقرير العينات من المعمل في دولة كندا”، مشيرًا إلى النقاط التالية:

• إن اللجنة العلمية المشكّلة من وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطري وهيئة التدريس في الجامعات أقرت بعدم وجود خطورة.

• إن اللحوم البرازيلية آمنة، وفي حال ثبوت أي نتائج عكس ذلك سوف يتم حظرها بالكامل.

• إن صحة المواطن هي المعيار الأساسي لأي قرار يتم اتخاذه.

• إن الهيئة، عبر مديرياتها المختلفة، تشن حملات بشكل يومي، بالتنسيق مع الجهات المختلفة، على المحال والأسواق لضمان صحة المواطن.

بين السياسة والاقتصاد

المعروف أن الدجاج ولحوم البقر هي المواد الأكثر تصديرًا من البرازيل لـ158 دولة حول العالم وفي مقدمتها:

• المملكة العربية السعودية التي ظلّت تستحوذ على أكثر من 17 في المئة من إجمالي تلك الصادرات.

• جمهورية الصين الشعبية التي ظلّت تستحوذ على أكثر من 11 في المئة من الصادرات نفسها.

ويُشار في هذا السياق إلى أن البرازيل، الدولة المنضوية تحت مظلة مجموعة الـ”بريكس”، إلى جانب كل من روسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، غالبًا ما كانت تتعرض لانتقادات أميركية بسبب شغفها المتواصل في مجال الدعوة إلى بناء عالم متعدد الأقطاب.

كما يُشار أيضًا إلى أن حدة التنافس البرازيلي – الأميركي كانت قد تصاعدت إلى درجة قياسية، العام 2016، على خلفية إحصائيات أظهرت نتائجها أن البرازيل صدّرت للعالم 4 ملايين طن من لحوم الدواجن والأبقار بينما صدّرت الولايات المتحدة الأميركية 3 ملايين طن فقط، بحسب ما أورده موقع “البرازيل للأعمال” على شبكة الإنترنت.

المصدر: سكاي نيوز عربية

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button