أسفي تحتفي بإنجاز أكبر مزهرية على صعيد المغرب كلفت 80 مليون سنتيم.
دار الخبر مراكش:
أسدل أول أمس الإثنين، الستار عن أكبر مزهرية للفخار بالمغرب تمت صناعتها بأسفي، من طرف 3 “معلمين” محليين، في مجال الخزف والسيراميك، و12 خريج من مدرسة التكوين المهني في المجال.
هاته المزهرية العملاقة التي أبهجت عاصمة عبدة، مدينة الفخار، أنجزت في مدة زمنية اقتربت من السنة، بتمويل كلي وخاص من المجمع الشريف للفوسفاط (OCP) الذي أعلن احتفاءه باليوم العالمي للفخار بأسفي، بتكلفة مالية بلغت 800 ألف درهم، حسب معطيات حصلت عليها “دار الخبر”.
بغطاء يحمل عبارة آسفي “حضارة وفخار”، وبطول ستة أمتار، وعرض مترين، وقفت المزهرية أو (الفاز) كما يسميها الأسفيون، شامخة بأهم مدار، يربط أسفي بمدينة مراكش والدار البيضاء، قرب محكمة الاستئناف بملتقى شارعين رئيسيين، الحسن الثاني، ومولاي يوسف، واستقطبت بسرعة زوارها.
وتضمنت حسب المتخصصين في فن الخزف، أعرق تقنيات الزخرفة والطلاء الزجاجي الآسفي الأصيل، حيث عمل “المْعلمين” على تجسيد جميع أنواع الزخرفة الأسفية عليها، بصناعة وتركيب ما لا يقل عن 4 آلاف قطعة، عبارة عن مربعات فنية زخرفية صغيرة الحجم.
ولتكون هذه المعلمة التي تعتبر من رموز الهوية الثقافية لعاصمة عبدة، أكثر جاذبية ومستقطبة للزوار، اختير لها مدار أهم مدخل يربط حاضرة المحيط بمراكش، والدارالبيضاء، وقال الخبير في فن الخزف المعلم “أحمد الغريسي”، أحد الذين أشرفوا على العملية في تصريحات صحفية، إنه باقتراح من عامل الإقليم “الحسين شاينان”، تم إنجازها بشكل جماعي من طرف صناع المدينة. وإنها سوف تكون فرصة لتوافد السياح من ربوع المغرب لأجل زيارتها، والنظر إليها كعمل يعكس أهمية الصانع بأسفي.
واعتبرها متتبعون فرصة لإظهار “الاهتمام بالموروث الثقافي المجالي للمدينة، وتثمينه من أجل أن يصبح رافعة لجذب الاستثمار والسياحة وإعطاء نوع من الإحساس بالفخر للأجيال القادمة، بما جادت به أيادي الصانع المسفيوي وما يزخر به تاريخنا من إتقان ومهارات قل نظيرها في العالم”.
وأفاد أحد أطر الأوسيبي اتصل به الموقع بأن “المشروع يعد رسالة تشجيع ودعم من المجمع الشريف للفوسفاط بأسفي، أولا لجيل المعلمين الخزفيين، ولهذه الحرفة والفن المرتبط بتاريخ المدينة، ورسالة للجيل الصاعد من أجل الاهتمام بالموروث المادي واللامادي لبلادنا، خاصة من حيث الصنعة والمعارف التطبيقية”.
من جهته كتب “سعيد شمسي” الباحث الأثري، محافظ المتحف الوطني للخزف بأسفي، على صفحته بـ”فايسبوك”، “حرصت آسفي على تخليد الذكرى الألفية للخزف بصنع أكبر مزهرية في المغرب مزينة، بزخارف من التراث الخزفي الأسفيوي والمغربي”.
وقال إن” صناعة الخزف بآسفي ليست وليدة القرن 20، حينما أنشئت بها أول مدرسة عصرية للخزف بالمغرب وإفريقيا، أو وليدة القرن 19 حينما ٱستقر بها ثلة من “المعلمين” الفاسيين، بل تمتد جذورها إلى القرن 11 الميلادي، حينما اتخذتها الدولة المرابطية ميناء لعاصمتها مراكش، حسب ما أبانت عنه الحفريات الأثرية لسنة 1994. وأشار إلى أن “تاريخ صناعة الخزف بالمدينة يرجع لألف عام على الأقل، إن لم نقل للمائوية السادسة قبل الميلاد، إبان الفترة الفينيقية”.