دراسة : احترار الأرض لأكثر من 1,5 درجة قد يحدث نقاط تحول بيئية كارثية.
دار الخبر مراكش:
توصلت دراسة حديثة نشرت نتائجها مجلة “ساينس” إلى أن الاحترار العالمي للأرض لأكثر من 1,5 درجة مئوية، قد يحدث نقاط تحول كارثية تؤدي إلى تداعيات وخيمة
وحسب فريق خبراء المناخ التابع للأمم المتحدة (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ)، فإن “نقطة التحول” هي العتبة الحرجة التي يتم بعدها إعادة تنظيم النظام، غالبا بشكل متطرف و/أو لا رجعة فيه.
ونقاط التحول هي ظواهر تؤدي بشكل مستقل وحتمي إلى عواقب متسلسلة، وإذا قدرت التحليلات الأولية عتبة انطلاقها بين 3 إلى 5 درجات مئوية من الاحترار، فإن التقدم في الرصد ونمذجة المناخ، وكذلك في إعادة بناء المناخات الماضية قد خفض هذا التقييم بشكل كبير.
وحدد مؤلفو الدراسة تسع “نقاط تحول” رئيسية على مستوى الكواكب وسبع على المستوى الإقليم، بمجموع 16.
وأضافت الدراسة أن من بين هذه النقاط، خمسة يمكن أن تكون ناجمة عن درجات الحرارة الحالية، التي ارتفعت بما يقرب من 1,2 درجة مئوية في المتوسط منذ حقبة ما قبل الثورة الصناعية، تلك المتعلقة بالغطاء الجليدي في أنتاركتيكا وغرينلاند، والذوبان المفاجئ للتربة الصقيعية، وانقراض الشعاب المرجانية، مع ارتفاع درجة حرارة 1,5 درجة مئوية، وتنتقل أربع نقاط أخرى من فئة “ممكن” إلى “محتمل”، وخمس نقاط أخرى تصبح “ممكنة”.
ووفق الباحث من جامعة إكستر البريطانية، تيم لينتون، فإن “نقطة التحول الاجتماعي”، بالنسبة للقمم الجليدية في غرب أنتاركتيكا وغرينلاند، حيث عبور نقطة الانهيار التي قدرها العلماء سيساهم على مدى مئات السنين، في ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 10 أمتار.
وحسب العلماء إذا كان تدمير الشعاب المرجانية قد بدأ بالفعل، فإن ارتفاع درجات الحرارة سيجعل هذا التدمير دائما، وبالتالي يؤثر على 500 مليون شخص يعتمدون عليه.
وأوضح الخبراء أنه في بحر لابرادور يمكن أن تتعطل ظاهرة التبادل الحراري التي تجلب الهواء الدافئ إلى أوروبا، مما يؤدي إلى فصول شتاء أكثر برودة، كما حدث في القارة خلال العصر الجليدي الصغير.
وحذروا من أن الذوبان المتسارع للتربة الصقيعية سيؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من غازات الاحتباس الحراري، ويغير بشكل كبير المناظر الطبيعية في روسيا وكندا والدول الاسكندنافية، مع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1,5 درجة مئوية، وسيتعطل تيار محيطي رئيسي في المحيط الأطلسي وعند درجتين مئويتين، سيكون هذا هو الحال بالنسبة للرياح الموسمية في غرب إفريقيا والساحل والغابات، ثم تتحول إلى السافانا.
وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، ديفيد أرمسترونج ماكاي، أن هذه الآثار المدمرة تعتمد على مدة الاحترار، مضيفا “إذا استقرت درجة الحرارة 1,5 درجة مئوية لمدة 50 أو 60 عاما، فسيواجه الكوكب أسوأ العواقب”.
وأردف أن البشرية لا تزال قادرة على الحد من الضرر في المستقبل، مؤكدا على أنه “من المفيد دائما تقليل انبعاثاتنا بأسرع ما يمكن”.
ويشار إلى أن الدراسة المنشورة في مجلة “ساينس” هي عبارة عن تجميع لأكثر من 200 منشور علمي، تم إجراؤها من أجل التنبؤ بشكل أفضل بالعتبات المسببة لنقاط الانهيار.