حزب العدالة والتنمية يصف مواقف المغرب ب “الغير مشرفة”.
دار الخبر مراكش:
هاجم حزب العدالة والتنمية، الموقف صادر عن وزارة الخارجية والتعاون والمغاربة المقيمين بالخارج، بشأن التطورات الأخيرة التي تعرفها الساحة الفلسطينية، وخاصة الهجوم العسكري الذي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وعبر الحزب عبر بلاغ للجنة العلاقات الدولية، عن “أسفه العميق للغة التراجعية لبلاغ وزارة الخارجية الذي خلا، على غير العادة، من أي إشارة إلى إدانة واستنكار العدوان الاسرائيلي ومن الإعراب عن التضامن مع الشعب الفلسطيني والترحم على شهدائه، بل وخلا أيضا من أي إدانة لاقتحام الصهاينة لباحات المسجد الأقصى المبارك”.
جاء ذلك عقب لقاء استثنائي عقدته لجنة العلاقات الدولية لحزب العدالة والتنمية، بتوجيه من الأمين العام للحزب، عبد الاله ابن كيران، لتدارس التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية، وكذا بلاغ وزارة الخارجية المذكور، والذي اعتبرته اللجنة جاء “متأخرا”.
واستغرب البلاغ من مساواة بلاغ الخارجية المغربية “بين المحتل والمعتدي الإسرائيلي والضحية الفلسطيني، وهو يصف ما تتعرض له غزة بـ “الاقتتال والعنف”، والحقيقة أن الأمر يتعلق بالقتل والتقتيل الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، والذي بلغت حصيلته لحد الساعة أكثر من 30 شهيدا فلسطينيا، من بينهم 6 أطفال و4 نساء، بالإضافة إلى مئات المصابين”.
واعتبر الحزب أن بلاغ وزارة الخارجية والتعاون هو “هروب من إدانة المعتدي، وهو موقف غريب لا يشرف بلدنا، في الوقت الذي عبرت فيه مجموعة من الدول العربية والإسلامية الشقيقة عن مواقف واضحة في تحميل المسؤولية للاحتلال الإسرائيلي وإدانة عدوانه الإجرامي”.
وشدد البلاغ على أن “الهدف العام من تأسيس لجنة القدس، التي تشكلت بقرار من منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد بفاس سنة 1975، كان هو حماية القدس من المخططات والمؤامرات الصهيونية لتهويد القدس، ولا يمكن لبلدنا الذي يرأس لجنة القدس في شخص جلالة الملك حفظه الله، إلا أن يكون سباقا للدفاع عن القدس الشريف وعن الأقصى المبارك”.
وحذر الحزب مما وصفه بـ “خطورة الانزلاق في هذا المنحى الذي عبرت عنه لغة بلاغ وزارة الخارجية، والذي لا يليق ببلادنا ومواقفها المشرفة، ولا ينسجم مع مواقف الشعب المغربي الراسخة في دعم القضية الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني الشقيق”.
وأكد الحزب أن “التطبيع، الذي ما فتئ الحزب يعبر عن رفضه له، لا يمكن أن يبرر السكوت عن إدانة العدوان الصهيوني الإجرامي وعدم الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في محنته المستمرة، حيث يتزايد عدد شهدائه وجرحاه جراء هذا الهجوم الغاشم”.
وأكد المصدر ذاته، “أن بلادنا تحت قيادة جلالة الملك حفظه الله، الذي أكد أن المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، ستبقى بإذن الله قلعة صامدة للدفاع عن القدس والأقصى وفلسطين، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وتقام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف”.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية قد أكدت أن “المملكة المغربية تتابع بقلق بالغ ما تشهده الأوضاع في قطاع غزة من تدهور كبير، نتيجة عودة أعمال العنف والاقتتال وما خلفته من ضحايا وخسائر في الأرواح والممتلكات”.
وأشارت الوزارة من خلال بلاغ لها أصدرته، ليلية أمس، أن “المملكة المغربية التي يرأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لجنة القدس، تدعو إلى تجنب مزيد من التصعيد واستعادة التهدئة لمنع خروج الأوضاع عن السيطرة وتجنيب المنطقة مزيدا من الاحتقان والتوتر الذي يقوض فرص السلام.”
وجددت الخارجية التأكيد على موقف المملكة المغربية الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدة على أن الحل المستدام للصراع بين الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل في أمن وسلام.