هكذا يفسر العلم ظاهرة الكوابيس وما يحدث لأجسامنا أثناءها خلال النوم.
الكابوس حسب (mayoclinic) هو حلم مزعج يرتبط بمشاعر سلبية، مثل القلق أو الخوف الذي يوقظك. والكوابيس شائعة بين الأطفال، ولكن قد تحدث في أي سن. ولا تدعو الكوابيس العرَضية إلى القلق عادةً.
وحسب نفس المصدر، يمكن أن تبدأ الكوابيس مع الأطفال عند الوصول إلى عمر 3 و6 سنوات، وتقل عادةً بعد سن 10 سنوات. وخلال سنوات المراهقة والشباب، يبدو أن الفتيات يعانين من الكوابيس أكثر من الفتيان، وقد يُعاني منها بعض الأشخاص في الكِبَر فقط أو طوال حياتهم.
وفي مقالها الذي نشرته صحيفة لوفيغارو (lefigaro) الفرنسية، قالت الكاتبة كليمونس دوبرانا، (حسب الجزيرة نت)، إن الأحلام تعكس صدى المشاكل التي نعيشها بشكل يومي بشكل عام، فغالبًا ما تتمحور الكوابيس التي نراها حول مواقف مرهقة ومزعجة وحتى مخيفة؛ وذلك حسبما قالت بيرين روبي الباحثة في إنسرم بمركز أبحاث علوم الأعصاب في ليون.
وأكدت الباحثة، حسب نفس المصدر، أن هذا النشاط لا يزال غامضًا للغاية بالنسبة للعلم، مضيفة: “نحن لا نعرف بالضبط ما يحدث في الدماغ أثناء الكابوس”، مع ذلك، يمكن لبعض المظاهر النفسية والجسدية أن تكون خير دليل على تلك “الأحلام السيئة”.
تتابع الكاتبة مع روبي التي توضح أن الدماغ والقشرة الجبهية الحجاجية (Orbitofrontal cortex) بالتحديد، هي مركز العواطف التي يزداد نشاطها في الليل لتنظيم الكثافة العاطفية للأحلام. ووفقًا لنظرية طورها عالما الأعصاب الكنديان روس ليفين وتوري نيلسن عام 2007، يمثل الكابوس “فشلًا” في تنظيم هذا الجزء من الدماغ للعواطف، بحسب الكاتبة.
وتضيف الكاتبة أنه لتوضيح هذه الآلية، اهتمت روبي بنشاط الأحلام خلال فترة انتشار جائحة كورونا؛ حيث لاحظت -بعد التحقيق في تأثير الأزمة الصحية على الأحلام عام 2020- زيادة في عدد الكوابيس منذ بداية الجائحة، وهي الزيادة التي تعتبر نتيجة للنظام البشري العاطفي بشكل نسبي الذي كان عانى من الإرهاق والتوتر والقلق جراء فترة الإغلاق الأولى.
وتذكر الكاتبة أنه إذا كان محتوى هذه الكوابيس مخيفًا جدًا في بعض الأحيان، فإن الطبيب النفسي المتخصص في النوم باتريك ليموين، يقول إن ذلك يرجع “لظاهرة إيجابية موجودة بشكل طبيعي لمعالجة المعلومات المثيرة للمعاناة”، مضيفا أنه قد “لوحظت هذه الظاهرة ولا سيما في فترة الطفولة. فعندما كنا في المدرسة، كنا نعاني دائمًا من مظالم بسيطة، ولهذا بفضل الكوابيس؛ يمتلك الأطفال مفاتيح لفهم هذه الحوادث”.
وتشير الكاتبة إلى أنه في الليل، أثناء النوم، يكون الجسم خاملًا بشكل عام وفي منأى عن أي توتر عضلي، ولهذا عندما نرى كابوسا، فإن الجسم ينزعج مما يؤدي إلى الاستيقاظ من النوم، وهو ما يقول عنه ليموين: “المشاعر السلبية التي يولدها هذا الحلم ستؤدي بشكل منهجي إلى الاستيقاظ، وأحيانًا من خلال انتفاض كامل الجسم”، متابعًا: “يبدأ القلب في الخفقان بشكل غير منتظم، وكذلك لا نكون قادرين على التنفس بارتياح، ويصاحب هذه الأحاسيس أحيانًا شعور بالقلق”.
وتوضح الكاتبة أنه إذا تكرر الكابوس أكثر من مرة فيمكن أن يكون له تأثير واضح إلى حد ما على النوم، حيث تقول الباحثة روبي: “إذا تعرضت إلى أكثر من كابوس واحد في الأسبوع، فإنه يصبح ضارًا وينتهي بك الأمر في الدخول في حلقة مفرغة؛ ولهذا فمن المتوقع أن يولد ذلك خوفًا من النوم لديك”.
و رغم أن الكوابيس شائعة، إلا أن اضطراب الكوابيس نادر نسبيًا. وحسب (mayoclinic) يحدث اضطراب الكوابيس عند تكرار حدوثها ما يسبب الضيق وصعوبة في النوم، ومشكلات في أداء الوظائف النهارية أو تولُّد الخوف من النوم.