حذر خبراء في الطب من خطورة السكتة الدماغية باعتبارها حالة طارئة تهدد حياة المريض وتفرض تدخلاً سريعاً وفعالاً لتفادي مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الشلل أو الإعاقة الدائمة.
وجاء ذلك خلال لقاء علمي نظمته مؤسسة مكة الطبية بالدار البيضاء، الأربعاء 12 نونبر 2025، في إطار الحملة الوطنية للتحسيس والوقاية من السكتة الدماغية التي أطلقتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تحت شعار “كل دقيقة لها أهميتها”.
وشارك في اللقاء أطباء متخصصون في طب الأعصاب، جراحة الدماغ، الإنعاش، والأشعة التداخلية، حيث قدموا عروضا مفصلة حول المسببات الرئيسية للسكتة الدماغية، مشيرين إلى أن السرعة في التشخيص وإيصال المريض إلى المستشفى تبقى العامل الحاسم في إنقاذ حياته وتقليل الأضرار التي تلحق الدماغ.
وأكد المتدخلون أن التحكم في عوامل الخطر يشكل خطوة أساسية للوقاية، خاصة لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم، السكري، ارتفاع الكوليسترول والمدخنين، مع أهمية الانتباه للعلامات التحذيرية المبكرة مثل صعوبة الكلام، شلل نصف الوجه أو فقدان التوازن.
وفي مداخلته، شدد البروفيسور مصطفى دتسولي، المدير العام لمؤسسة مكة الطبية، على أن مواجهة السكتة الدماغية تتطلب تعبئة شاملة بين القطاعين العام والخاص، مؤكداً أن الوعي المجتمعي يلعب دوراً محورياً في ضمان التدخل السريع. وأبرز أن المؤسسة توفر أحدث الوسائل العلاجية، بما فيها الأشعة التداخلية، لفائدة مختلف الفئات الاجتماعية، مما يعزز فرص الشفاء.
وتضمن اللقاء نقاشاً مفتوحاً بين الأطباء والإعلاميين، ركز على أهمية الزمن في التدخل الطبي، حيث شدد الخبراء على أن كل دقيقة قد تُنقذ ملايين الخلايا العصبية، وأن سرعة الوصول إلى قسم المستعجلات وتلقي العلاج المناسب يشكلان الفارق بين التعافي والإعاقة الدائمة.
كما استعرض المشاركون التطور الذي عرفته الوسائل العلاجية والتقنيات الحديثة، والتي أصبحت متاحة في عدد متزايد من المؤسسات الصحية، ما ساهم في رفع نسب النجاة وتحسين جودة حياة المرضى بعد الإصابة.
واختُتم اللقاء بالدعوة إلى تعزيز الوقاية عبر المتابعة المنتظمة للأمراض المزمنة المرتبطة بالسكتة الدماغية، خصوصاً ارتفاع الضغط الدموي والسكري وارتفاع الكوليسترول، مع التأكيد على دور التوعية المستمرة في تقليص عدد الحالات وإنقاذ المزيد من الأرواح.
