الصحراء المغربية.. واشنطن تبعث برسالة قوية وجديدة تقلب الموازين

أكدت الولايات المتحدة الأمريكية مجددًا موقفها الصريح والثابت تجاه ملف الصحراء المغربية، وذلك عبر تصريح جديد لمستشار الإدارة الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط خلال لقائه بالأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط اليوم الثلاثاء 04 نوفمبر 2025.

وقد شدّد المسؤول الأمريكي على أن مخطط الحكم الذاتي الذي قدّمه المغرب سنة 2007 هو الأساس الوحيد الكفيل بإيجاد حلّ عادل ودائم للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.

ويُعدّ هذا التصريح بمثابة رسالة أمريكية قوية وجديدة، تجدد دعم واشنطن الواضح للمبادرة المغربية، في وقت تعرف فيه المنطقة حركية دبلوماسية متسارعة وتباينًا في المواقف الإقليمية، ما يجعل هذا الموقف الأمريكي ذا وزن سياسي خاص قد يعيد ترتيب الموازين في الملف.

تأكيد واشنطن: الحكم الذاتي هو المسار الوحيد
لم يأتِ هذا الإعلان في سياق لغة دبلوماسية “رمادية” أو حياد تقليدي، بل كان تصريحًا مباشرًا من واشنطن يضع الأمور في نصابها. فبدلًا من اعتبار مقترح الحكم الذاتي خيارًا ضمن خيارات متعددة، أكدت الولايات المتحدة أنه هو الخيار الوحيد الذي تراه واشنطن لتحقيق تسوية نهائية لهذا النزاع الإقليمي. هذا التأكيد يرسخ الرؤية المغربية كمسار لا بديل عنه نحو الحل النهائي.

سياق إقليمي ودولي واسع
جاء هذا التصريح الهام في ختام لقاء شمل مناقشة قضايا إقليمية أخرى ذات أهمية بالغة، حيث تم التأكيد أيضًا على:

دعم وحدة ليبيا.
دعم سيادة لبنان.
دعم الصومال في مواجهة الإرهاب.
إدانة الجرائم في الفاشر بالسودان.
أولوية وقف إطلاق النار في غزة.
وعلى الرغم من أهمية هذه القضايا، يبقى التأكيد على الحكم الذاتي المغربي هو الأبرز والأكثر تأثيرًا بالنسبة لملف الصحراء.

الصحراء المغربية في موقع قوة والإجماع يتسع
يأتي هذا التطور النوعي في أعقاب القرار الأممي 2797 والتصريحات الأخيرة التي تحدثت عن واقعية الحل المغربي ورؤية جلالة الملك للمسار القادم، مما يبعث رسالة واضحة مفادها أن المغرب في موقع قوة على الساحة الدولية. فالإجماع الدولي يتسع يومًا بعد يوم لدعم الطرح المغربي، ويؤكد أن الحل السياسي تحت السيادة المغربية هو المستقبل الحتمي لهذا النزاع.

دلالات الرسالة الأمريكية
التصريح الأمريكي يمثل نقلة نوعية لأنه:

يُلغي خيارات أخرى: بإعلانه الحكم الذاتي هو “الأساس الوحيد”، تغلق واشنطن فعليًا الباب أمام أي مسار آخر.
يُعزز الموقف المغربي: يدعم بشكل قاطع شرعية وجدية المقترح المغربي كأرضية وحيدة للمفاوضات.
يدفع نحو التسوية النهائية: يضع الضغط على الأطراف الأخرى للانخراط في العملية السياسية بجدية على أساس المخطط المغربي.