الملك الإسباني السابق خوان كارلوس يعود إلى إسبانيا ويكشف المفاجئة

يصل الملك الإسباني السابق، خوان كارلوس الأول، مساء  الخميس إلى مدينة فيتوريا شمالي إسبانيا، في زيارة قصيرة قادماً من مقر إقامته الدائم في أبوظبي، حيث يقيم منذ مغادرته البلاد عام 2020. وتأتي الزيارة عادةً لإجراء فحوص طبية، في وقت تشهد فيه إسبانيا جدلاً واسعاً حول مذكراته المرتقبة بعنوان “المصالحة”، المقرر صدورها في فرنسا يوم 5 نوفمبر المقبل.
ووفق صحيفة إل موندو الإسبانية، سيقضي الملك السابق عدة أيام في فيتوريا قبل أن يتوجه إلى لشبونة، لحضور سباقات القوارب في سانخينشو يومي 7 و8 نوفمبر. وتزامن وصوله مع تسريبات صحفية فرنسية عن مقتطفات من كتابه الذي ألفه بالتعاون مع الكاتبة الفرنسية لورانس ديبراي، ويضم أكثر من 500 صفحة تتناول مختلف مراحل حكمه وتجربته الشخصية.
صحيفة لو فيغارو الفرنسية كشفت عن فصول من الكتاب، حيث أشار خوان كارلوس إلى الانقلاب الفاشل المعروف بـ”انقلاب 23 فبراير 1981″، وصرّح أنه تردّد في البداية بشأن كتابة المذكرات، لكنه قرر المضي في المشروع لتعريف الأجيال الجديدة على مرحلة الانتقال الديمقراطي وعهد فرانكو، معتبرًا أن تقديم “شهادة مباشرة” من واجبه بعد 39 عامًا في خدمة بلاده.
أما صحيفة لو موند الفرنسية، فقد وصفت الكتاب بمحاولة لاستعادة إرثه التاريخي وتبرئة سمعته. ويعترف الملك في مذكراته بارتكابه خطأً بقبول أموال من العائلة المالكة السعودية تُقدّر بـ100 مليون يورو، معتبراً أن ذلك كان “ضعفًا بشريًا” و”أخطاء في الحكم بدافع الحب والصداقة وسوء الصحبة”.
كان خوان كارلوس قد تخلى عن الحياة العامة عام 2019، وغادر البلاد صيف 2020، بينما أعلن الملك فيليبي السادس في مارس 2020 التخلي عن أي ميراث محتمل من والده، وسحب مخصصاته السنوية التي كانت تتجاوز 161 ألف يورو، حفاظًا على “نزاهة المؤسسة الملكية”. ويشتكي الملك السابق في المذكرات من وضعه الحالي: “أنا الإسباني الوحيد الذي لا يتقاضى معاشاً بعد نحو أربعين عاماً من الخدمة”.
تأتي هذه التطورات بينما تحيي إسبانيا الذكرى الخمسين لتأسيس النظام الملكي الحديث، ما يعيد النقاش حول إرث خوان كارلوس ودوره في الانتقال الديمقراطي بعد وفاة فرانكو. ومن المتوقع أن يثير نشر المذكرات جدلاً جديدًا حول مكانة العائلة المالكة، لا سيما في ظل الجهود التي بذلها الملك فيليبي السادس لاستعادة ثقة الإسبان بعد الأزمات الأخيرة.
كشف خوان كارلوس في مذكراته أنه لم تكن تربطه أي علاقة عاطفية بالأميرة ديانا، مشيراً إلى أن الشائعات بين 1986 و1988 كانت “محض خيال صحفي”. وذكر أن الصور التي التقطت له مع الأميرة على يخته الملكي “فورتونا” خلال زياراتها إلى جزيرة مايوركا، أثارت تكهّنات إعلامية، لكنه اعتبرها غير صحيحة.
وصف الملك الإسباني السابق الأميرة ديانا بأنها كانت “صامتة وباردة ومنعزلة”، وتركز اهتمامها فقط عند وجود المصورين. وأكدت مصادر أخرى أن الأميرة لم تشعر بالارتياح في وجوده منفردة، وأنه لم يحدث بينهما أي شيء، رغم الشائعات التي رافقت علاقاته المعروفة والمتعددة مع النساء آنذاك.
تفاصيل الحكم والمذكرات
تناول خوان كارلوس في المذكرات توليه العرش عام 1975 بعد وفاة الجنرال فرانكو، مؤكدًا أن تلك المرحلة كانت حاسمة في إحباط محاولات إحياء النظام السابق وترسيخ الديمقراطية. كما استعرض الأزمات التي واجهت شعبيته، أبرزها رحلة صيد الأفيال في إفريقيا عام 2012، والتي ساهمت لاحقًا في تنازله عن العرش لصالح ابنه الملك فيليبي السادس في يونيو 2014.
وفي عام 2020، غادر الملك الأراضي الإسبانية لتجنب الإحراج من التحقيقات المالية، بينما بقيت الملكة صوفيا في مدريد للمشاركة في الفعاليات الرسمية. وأوضح في حديثه لـلو فيغارو أن هدف إصدار المذكرات هو تثبيت مكانته التاريخية، مشددًا على أن “الديمقراطية لم تسقط من السماء”، في إشارة إلى الجهود التي بذلها لترسيخها بعد عهد فرانكو.
ورغم عودته المتقطعة، لم يشارك خوان كارلوس في أي مناسبات رسمية، ولا تزال النقاشات في إسبانيا قائمة حول تقييم تجربته السياسية والشخصية، مع محاولة توثيق روايته الخاصة في مذكراته الجديدة.
 
				 
					
