اخبار مهمةفي الواجهة

ما سبب انحباس المطر عن المغرب

يترقب المغاربة بشغف عودة الأمطار بعد صيف حار وطويل شهد موجات حر غير مسبوقة أثّرت على الفرشة المائية والقطاع الفلاحي. ورغم دخول فصل الخريف، ما تزال السماء بخيلة على معظم مناطق المملكة، ما يطرح تساؤلات مشروعة: ما سبب انحباس المطر في المغرب؟ وهل للتغير المناخي والمرتفع الأصوري دور في ذلك؟

🌍 أولاً: ما هو المرتفع الأصوري ولماذا يؤثر على الطقس في المغرب؟
المرتفع الأصوري هو نظام ضغط جوي مرتفع يتمركز شمال المحيط الأطلسي قرب جزر الأزور (Azores)، ويتحكم في توجيه الكتل الهوائية نحو أوروبا وشمال إفريقيا.
عندما يتمدد هذا المرتفع باتجاه الغرب المتوسطي والمغرب، فإنه يعمل كـ”درع جوي” يمنع المنخفضات الأطلسية من الوصول إلى أراضينا، فتتحول وجهتها نحو البرتغال أو إسبانيا.
وهذا ما نلاحظه خلال بداية خريف 2025، حيث تُظهر خرائط الأرصاد الجوية أن المرتفع الأصوري يسيطر على أجواء المغرب، مما يفسر غياب التساقطات رغم اقتراب عدة اضطرابات من حدود البلاد.

ثانياً: التغير المناخي يزيد حدة الجفاف في المغرب
يرى الخبراء أن التغير المناخي أصبح عاملاً رئيسياً في اختلال الفصول وتراجع معدلات الأمطار في شمال إفريقيا.
المغرب يُعد من أكثر الدول عرضة لتأثيرات الاحتباس الحراري، حيث تؤكد تقارير علمية أن درجات الحرارة ترتفع بوتيرة تفوق المعدل العالمي، ما يؤدي إلى تبخر أكبر للمياه وتقلص الموارد المائية.

ثالثاً: هل هناك أمل في تحسن الوضع خلال الأسابيع المقبلة؟
تُشير توقعات مراكز الأرصاد الأوروبية إلى احتمال انخفاض تأثير المرتفع الأصوري تدريجياً أواخر أكتوبر، ما قد يفتح المجال لعبور اضطرابات أطلسية تجلب الأمطار إلى شمال ووسط المملكة.
لكن الخبراء يحذرون من أن تكرار فترات الجفاف أصبح نمطاً جديداً يجب التكيف معه عبر سياسات مائية واستثمار في السدود والتحلية.

💧 رابعاً: الخلاصة – الحاجة إلى رؤية مائية طويلة الأمد
انحباس المطر في المغرب ليس حدثاً عابراً، بل نتيجة تداخل عوامل مناخية محلية وعالمية. بين المرتفع الأصوري الذي يمنع تسرب السحب الممطرة، والتغير المناخي الذي يفاقم الجفاف، يبقى الحل في إدارة ذكية للمياه، تعتمد على تسريع مشاريع تحلية مياه البحر كمصدر غير تقليدي، ومواصلة بناء السدود لضمان الأمن المائي، وتخطيط استباقي لمواجهة السنوات الجافة التي قد تتكرر مستقبلاً.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى