إحالة جورجا ميلوني إلى المحكمة الجنائية الدولية

في تطوّر مفاجئ ومثير للجدل، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، أنها أُحيلت رفقة وزيرين من حكومتها إلى المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة التواطؤ في الإبادة الجماعية المرتبطة بالهجوم الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
وفي مقابلة تلفزيونية مع شبكة RAI الحكومية، أكدت ميلوني أن وزيري الدفاع جويدو كروزيتو والخارجية أنطونيو تاياني، مشمولان في الدعوى القضائية، إلى جانب احتمال ملاحقة روبرتو سينغولاني، الرئيس التنفيذي لمجموعة “ليوناردو” الدفاعية.
وقالت جورجا ميلوني، في تعليق لافت: “لا أعتقد أن هناك حالة مماثلة في العالم أو في التاريخ”، في إشارة إلى إحالة رئيسة وزراء غربية إلى المحكمة الجنائية على خلفية دعمها لحليف مثل إسرائيل.
ضغط شعبي وتنديد دولي.. والمظاهرات تزلزل شوارع إيطاليا
الخبر يأتي في سياق مشحون، إذ شهدت مدن إيطالية مظاهرات ضخمة خلال الأيام الماضية، خرج فيها مئات الآلاف للتنديد بما وصفوه بـ”القتل الجماعي” في غزة، وسط انتقادات حادة لحكومة ميلوني على خلفية موقفها المتحيز لإسرائيل.
ورغم أن الحكومة الإيطالية بدأت مؤخرًا تبتعد إعلاميًا عن الهجوم “غير المتناسب” على غزة، إلا أنها لم تتخذ أي إجراءات دبلوماسية أو تجارية ضد إسرائيل، كما لم تعترف بعدُ بدولة فلسطينية.
ميلوني تدافع عن نفسها: لم نُرسل أسلحة بعد 7 أكتوبر
ورداً على الاتهامات، عبّرت جورجا ميلوني عن “دهشتها”، مؤكدة أن حكومتها لم تأذن بتوريد أسلحة جديدة إلى إسرائيل بعد 7 أكتوبر 2023، وهو التاريخ الذي بدأت فيه الحرب على غزة، عقب هجوم لحركة حماس أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، حسب الرواية الإسرائيلية.
لكن في المقابل، تؤكد بيانات وزارة الصحة في غزة أن الهجوم الإسرائيلي الدموي المستمر أودى بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وسط اتهامات دولية متصاعدة لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية.
مجموعة ليوناردو الدفاعية تنفي تورطها: “اتهامات مفبركة”
من جهته، نفى متحدث باسم شركة ليوناردو أي تورط للرئيس التنفيذي روبرتو سينغولاني، مستشهداً بتصريحات سابقة له وصف فيها اتهام شركته بالتواطؤ في الإبادة الجماعية بأنه “تلفيق خطير”.
على جبهة أوكرانيا.. جورجا ميلوني تهاجم بوتين وتدعم العقوبات
وفي سياق آخر من المقابلة، تحدثت ميلوني عن الحرب في أوكرانيا، قائلة إنها تعتقد أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أصبح مقتنعًا بأن روسيا لا ترغب في التوصل إلى اتفاق سلام، مشددة على أن الطريق الوحيد للمضي قدمًا هو “مواصلة دعم كييف وفرض مزيد من العقوبات على موسكو”.