اخبار مهمةحوارات الصحافةفي الواجهة

فرار جنرال جزائري بارز إلى إسبانيا يزلزل أجهزة الأمن والاستخبارات الجزائرية

في تطور صادم هز أركان النظام الجزائري، فرّ الجنرال عبد القادر حداد، المعروف بلقب “ناصر الجن”، المدير العام السابق للأمن الداخلي، إلى إسبانيا على متن زورق للهجرة غير النظامية، في عملية فرار غير مسبوقة تنذر بتداعيات أمنية واستخباراتية خطيرة.
الجنرال، الذي كان يخضع للإقامة الجبرية منذ إعفائه من مهامه في ماي الماضي، يُعد من أبرز الأسماء الأمنية داخل النظام، ويُوصف بـ”علبة الأسرار” بالنظر إلى حساسية الملفات التي أشرف عليها، خاصة خلال فترات العشرية السوداء وما تلاها.

حالة استنفار قصوى عرفتها العاصمة الجزائر منذ فجر الخميس، فور تأكيد هروبه من الإقامة الجبرية. مصادر متطابقة تشير إلى أن حداد تمكن من مغادرة البلاد خلسة، وسط تعتيم رسمي واضح، في وقت تعيش فيه المؤسسة العسكرية على وقع حملة تصفيات داخلية طالت كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين.

يُذكر أن ناصر الجن كان قد عاد من منفى اختياري بإسبانيا، بعد حملة “تطهير الأجهزة” التي أطلقها الراحل قايد صالح سنة 2018، وقد عيّن لاحقاً في مناصب حساسة أبرزها قيادة مركز “عنتر”، قبل أن يُرقّى إلى منصب المدير العام للأمن الداخلي في يونيو 2024، وهو أحد أقوى أجهزة المخابرات الجزائرية.

فراره إلى إسبانيا يعيد إلى الواجهة مساره المثير للجدل، حيث يُتهم بالضلوع في عمليات اغتيال واختطاف لمعارضين في الداخل والخارج، وورد اسمه في تقارير استخباراتية تتعلق بمحاولات استهداف المعارض هشام عبود في إسبانيا، وأمير بوخرص المعروف بـ”أمير دي زاد” في فرنسا.

ويرى مراقبون أن هذا الفرار يمثل ضربة موجعة لأجهزة الأمن الجزائرية، ويعكس حجم التصدع داخل هرم السلطة، في ظل تصفية حسابات متواصلة بين أجنحة النظام. كما يعزز المخاوف من احتمال تسريب معلومات بالغة الحساسية، قد تطال شبكة الارتباطات الأمنية والدبلوماسية للنظام الجزائري، خصوصاً أن حداد كان مطّلعاً على أدق تفاصيل العمل الاستخباراتي داخلياً وخارجياً.

السلطات الجزائرية تلتزم إلى حدود اللحظة صمتاً مطبقاً بشأن هذه الحادثة، ما يفتح الباب أمام سيل من التساؤلات حول خلفياتها الحقيقية: هل هي فرار فردي ناجم عن صراع داخلي؟ أم أن الأمر يتجاوز ذلك ليعكس تحولاً في موازين القوى داخل دواليب الدولة العميقة؟

في كل الأحوال، يبدو أن “ناصر الجن”، الذي ظل لسنوات “اليد السوداء” للنظام، قد تحول فجأة إلى كابوس خارجي، يهدد بكشف المستور من داخل جهاز يُعرف بشدة سرّيّته وصرامته.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى