بارون المخدرات “موسى” يواصل نشاطه بالناظور وتحقيقات “الزفاف الأسطوري” تجر مسؤولين إلى المساءلة

أثار الزفاف الفاخر الذي نظمه بارون مخدرات معروف يُدعى “موسى” بمنطقة أزغنغان بإقليم الناظور، موجة واسعة من الجدل والاستياء، بعدما تحوّل الحفل إلى استعراض فجّ للبذخ وخرق سافر للقانون.
فقد شهدت المناسبة إطلاق نار في الهواء ومرور مواكب سيارات فارهة دون تسجيل أي تدخل أمني يُذكر، ما دفع مواطنين وفاعلين محليين للتساؤل حول جدّية السلطات في مواجهة مثل هذه التجاوزات، خاصة عندما يكون أصحابها من ذوي النفوذ.
نشاط متواصل لشبكة المخدرات
مصادر خاصة بجريدة “عبّر.كوم”، أكدت أن شبكة بارون المخدرات موسى، لا تزال تتحكم في تجارة المخدرات الصلبة والمرنة بإقليم الناظور، خصوصا في منطقتي حاسي بركان وبلدية سوان، حيث كان يشرف على توزيع وبيع الكوكايين رفقة معاونيه بشكل علني وأمام أعين السلطات.
الأخطر، وفق ذات المصادر، أن تحركات الشبكة كانت تحظى أحيانا بـ“تسهيلات” من بعض الجهات الأمنية، عبر تغيير مواقع نشاطها بين الفينة والأخرى لدرء الشبهات والتغطية على أنشطتها الإجرامية.
بارون المخدرات موسى.. بين الناظور وإسبانيا واتهامات بتهريب البشر
رغم أن موسى اعتاد التخفي بإسبانيا، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أنه ما يزال داخل المغرب، بعدما حضر شخصيا زفافه الأخير، خاصة مع تشديد المراقبة على السواحل الشمالية والشرقية.
كما كشفت نفس المصادر أن موسى هو العقل المدبر وراء عمليات تهريب البشر عبر زوارق “فانطوم”، التي أثارت صورها ومقاطعها ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تتم عمليات الهجرة السرية في وضح النهار وأمام أعين السلطات.
تداعيات على الجهاز الأمني
ارتباطا بالملف، راجت أنباء قوية عن إعفاء القائد الجهوي للدرك الملكي في إطار الحركة الأخيرة التي عرفها الجهاز، بسبب الضجة التي خلفها زفاف موسى. كما يُتوقع أن تطال عقوبات تأديبية قائد سرية الدرك بالناظور، بعد تزايد الاتهامات الموجهة إليه بالتقصير في أداء مهامه.
الأكثر إثارة أن معطيات متداولة تؤكد حضور مسؤولين كبار من الأمن والدرك في الحفل، بل وقيام بعضهم بالتنسيق لتوفير تغطية خاصة للعرس، ما زاد من حدة الجدل.
الاستماع لمتورطين وانتظار تغييرات وشيكة
وحسب المعطيات المتوفرة، فقد تم الاستماع إلى عدد من المتورطين في تنظيم هذا العرس الأسطوري الذي تجاوزت تكلفته مليار سنتيم، من بينهم مدير فندق مصنّف بـ“أطاليون”، وممول حفلات معروف، إضافة إلى أصحاب قاعات وصالات، فضلا عن شركات كراء السيارات الفارهة التي ظهرت في مقاطع الفيديو.
ومن المنتظر أن تشهد الأسابيع المقبلة “غربلة” واسعة في صفوف الأجهزة الأمنية بإقليم الناظور، عبر تنقيلات وتغييرات شاملة، في محاولة لإعادة الثقة بعد الجدل الكبير الذي أثاره زفاف موسى.