الجزائر تكسر الرواية الرسمية

تشهد الساحة الإعلامية في الجزائر تحولات لافتة، بعدما بدأت بعض القنوات المحلية في بث مشاهد وتقارير تكسر الرواية الرسمية، وتكشف واقعًا اقتصاديًا واجتماعيًا يختلف جذريًا عما يردده الرئيس عبد المجيد تبون في خطاباته حول ما يسميه بـ”النجاحات التنموية”.
قناة النهار تكسر المألوف
كانت قناة النهار السباقة إلى إثارة الجدل، بعدما عرضت خلال نشرة الطقس خريطة للمغرب كاملة، في خطوة فسّرها متابعون بأنها ليست مجرد خطأ تقني، بل رسالة رمزية تعكس تبدل لغة بعض المنابر تجاه النظام الرسمي.
بعدها مباشرة، بثت قناة الشروق تقريرًا مصورًا من قلب سوق “سوريكال” في العاصمة الجزائرية، أظهر ارتفاعًا مهولًا في أسعار الخضر والفواكه واللحوم، إضافة إلى نقص المواد الأساسية. التقرير فضح بشكل مباشر التناقض بين تصريحات الرئيس تبون عن “طفرة زراعية” والواقع المعيشي الذي يعانيه المواطنون يوميًا.
استياء شعبي ورسائل ضمنية
المواد الإعلامية الأخيرة لم تكتفِ برصد الأزمات الاقتصادية، بل سلطت الضوء على حالة استياء شعبي متزايد، ما فتح الباب أمام تساؤلات عديدة: هل يتعلق الأمر بمحاولة لاستعادة ثقة الجمهور؟ أم أنها رسالة ضمنية موجهة للسلطة؟ أم تمهيد لتحولات سياسية أوسع قد تعيد تشكيل العلاقة بين الإعلام والقرار الرسمي؟.
خطاب إعلامي جديد
بالمحصلة، يبدو أن الخطاب الإعلامي في الجزائر لم يعد نسخة طبق الأصل عن رواية الدولة، بل بدأ يكشف التصدعات التي تمس صورة النظام داخليًا، في مشهد يعكس ديناميكية جديدة قد يكون لها أثر مباشر على مستقبل توازن القوى في البلاد.