اخبار مهمةفي الواجهة

أمريكا: آلاف يتظاهرون دفاعًا عن الديمقراطية ورفضًا لأجندة ترامب

في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي تجاه سياسات إدارة ترامب، خرج الآلاف في مظاهرات سلمية بمختلف أنحاء الولايات المتحدة، الخميس، ضمن فعاليات “اليوم الوطني للتحرك” الخامس، تخليدًا لذكرى النائب الراحل والناشط الحقوقي جون لويس، أحد رموز النضال السلمي إلى جانب مارتن لوثر كينغ الابن.

وجاءت هذه الاحتجاجات تحت شعار “الضجيج النبيل مستمر – يوم العمل الوطني”، تماشيًا مع دعوة لويس الأمريكيين إلى مقاومة الظلم من خلال احتجاجات سلمية “تنقذ روح أمريكا”. وكان النائب الديمقراطي الراحل عن ولاية جورجيا قد قال في خطاب عام 2020، قبل وفاته بأشهر: “ابحثوا عن وسيلة للتدخل، قوموا بإحداث ضجيج نبيل، ضجيج ضروري، وساعدوا في إنقاذ روح أمريكا.”

شهدت شيكاغو الحدث الرئيسي الذي تم بثه مباشرة في السابعة مساءً، بينما نظمت فعاليات مركزية مماثلة في مدن أتلانتا وسانت لويس وأنابوليس وأوكلاند، إلى جانب احتجاجات في أكثر من 1600 مدينة وبلدة أمريكية.

التحرك الواسع جاء ردًا على تصاعد الهجمات السياسية التي تستهدف مجتمعات المهاجرين، والأسر العاملة، والحقوق الدستورية. وندّد المتظاهرون بسياسات ترامب التي تشمل خفض التمويلات العامة، وتقييد برامج الحماية الاجتماعية، وتوسيع احتجاز المهاجرين.

وكان مجلس الشيوخ، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، قد أقر مؤخرًا مشروع قانون لإلغاء تمويلات بنحو 9 مليارات دولار خصصها الكونغرس سابقًا لدعم الإعلام العام والمساعدات الخارجية.

كما أعربت منصات أمريكية تقدمية عن قلقها من محاولات إدارة ترامب جمع بيانات الناخبين بشكل غير مسبوق، مما قد يُمهّد لتدخل في انتخابات 2026، وتقويض نزاهة النظام الديمقراطي.

على الأرض، تتواصل حملات الاعتقال التي تنفذها وكالة الهجرة والجمارك (ICE) في أماكن متفرقة، من المحاكم إلى المزارع والمدارس والمراكز الصحية. ورغم زعم الإدارة أنها تستهدف “مجرمين خطرين”، إلا أن تقارير حقوقية أكدت استهداف مهاجرين بلا سوابق جنائية، ما يشكّل خرقًا صارخًا للحقوق الدستورية.

وقالت منظمة “أجر عادل للجميع”، التي تدافع عن عمال الخدمات: “يريدون الحكم بالخوف، وسنردّ بالقوة، بالشعب، وبالهدف. نحن لسنا متفرجين على التاريخ، بل صانعوه.”

واحتج المتظاهرون أيضًا على حزمة السياسات الاقتصادية التي أقرتها إدارة ترامب، والتي تتضمن تخفيضات ضريبية دائمة لصالح الشركات الكبرى والمليارديرات، مقابل تقليص تمويلات البرامج الاجتماعية مثل “ميديكيد” و”المساعدة الغذائية”، وإلغاء الدعم الحكومي لبرامج الطاقة الخضراء.

وفي هذا السياق، قالت ليزا غيلبرت، الرئيسة المشاركة لمنظمة “المواطن العام”: “الهجمات على مجتمعاتنا، والانتهاكات المتكررة للديمقراطية، وجشع الشركات، كلها عوامل أوصلتنا إلى مفترق طرق. ولهذا، نطلب من الناس أن يُحدثوا ضجيجًا نبيلًا.”

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button