أوكسفام: 4 مليارديرات أفارقة يملكون ثروة تفوق نصف سكان القارة
كشفت منظمة “أوكسفام” في تقرير حديث عن تصاعد حاد في فجوة الثراء بإفريقيا، حيث بات أربعة فقط من أغنى أثرياء القارة يملكون ما مجموعه 57.4 مليار دولار، أي ما يزيد عن إجمالي ما يملكه نصف سكان القارة، البالغ عددهم نحو 750 مليون نسمة.
التقرير، الذي حمل عنوان “أزمة عدم المساواة في إفريقيا وصعود فاحشي الثراء”, أشار إلى أن عدد المليارديرات في إفريقيا ارتفع من صفر في عام 2000 إلى 23 مليارديراً في الوقت الحالي، مع تضاعف ثرواتهم بنسبة تجاوزت 50% خلال السنوات الخمس الأخيرة، ليبلغ مجموعها أكثر من 112 مليار دولار.
وبحسب المعطيات، فإن أغنى 5% من سكان إفريقيا يمتلكون ما يقارب 4 تريليونات دولار، أي أكثر من ضعف ما تملكه نسبة الـ95% المتبقية من السكان مجتمعة، مما يسلّط الضوء على التفاوت الحاد في توزيع الثروات بالقارة السمراء.
ورغم هذا التركز الهائل للثروة، أشار التقرير إلى أن الحكومات الأفريقية لا تجمع سوى 0.3% فقط من الناتج المحلي الإجمالي عبر ضرائب الثروة، وهو معدل يعد من بين الأدنى عالميًا، مقارنة بمناطق أخرى مثل آسيا وأمريكا اللاتينية.
وحذر التقرير من التداعيات الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة لهذا الخلل، في ظل استمرار 7 من كل 10 أفارقة في العيش تحت خط الفقر المدقع، وتدهور جودة الخدمات الأساسية، مثل التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، بسبب نقص التمويل العمومي.
كما أشار التقرير إلى أن فجوة الثروة بين الجنسين في إفريقيا تُعد من بين الأوسع عالميًا، حيث يملك الرجال ثروة تفوق النساء بثلاثة أضعاف، ما يعكس خللًا هيكليًا في فرص التمكين الاقتصادي والمساواة.
ودعت “أوكسفام” في ختام تقريرها الحكومات الأفريقية إلى تبني سياسات أكثر عدالة في توزيع الموارد، عبر فرض ضرائب تصاعدية على الثروة والدخل، وضمان استثمار عادل في الخدمات الاجتماعية، بما يعزز العدالة الاقتصادية ويحد من الفوارق الاجتماعية المتفاقمة.
