اخبار مهمةحوارات الصحافةفي الواجهة

سفير إسباني سابق يُحذر من مواجهة عسكرية مع المغرب

أثار كارلوس ميرندا، السفير الإسباني السابق، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية الإسبانية، بعد نشره تحليلاً مثيراً في صحيفة “لاراثون”، حذّر فيه من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين إسبانيا والمغرب، مشيرًا إلى أن أي صراع محتمل سيكون “بصواريخ نظيفة، لا حاجة فيه لغزو بري”.

تصريحات ميرندا اعتُبرت غير مسبوقة من حيث حدّتها، لا سيما أنها صادرة عن دبلوماسي مخضرم شغل مناصب حساسة، وتعكس تزايد التوتر الصامت في التحليلات الجيوسياسية الإسبانية تجاه الضفة الجنوبية، وعلى رأسها المغرب، الشريك الاقتصادي والأمني الكبير، والجار الحدودي المعقّد.

“المغرب يمثل تهديداً استراتيجياً”… وتحذير من هشاشة دفاعية
في مقاله، اعتبر ميرندا أن المغرب يشكّل تهديدًا استراتيجياً حقيقياً لإسبانيا من الجبهة الجنوبية، مشيراً إلى أن شمال إفريقيا تقع خارج مظلة الدفاع الجماعي لحلف الناتو، ما يفرض على مدريد تعزيز قدراتها الدفاعية الوطنية بدل الاعتماد الكلي على الحلفاء الأوروبيين أو الأمريكيين.

وحذر من أن هذا التهديد لا يتم التعامل معه بالجدية المطلوبة من طرف الحكومات الإسبانية المتعاقبة، واصفًا أداءها بـ”التراخي المزمن”، سواء في عهد ماريانو راخوي أو بيدرو سانشيز.

ميزانية الدفاع… متأخرة وغير كافية؟
تزامن المقال مع إعلان رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، عن تخصيص 10.5 مليار يورو لميزانية الدفاع لسنة 2025، وهو رقم اعتبره ميرندا غير كافٍ، رغم الترحيب الذي لقيه من حلف الناتو.

وذهب السفير السابق إلى اعتبار أن هذه الميزانية جاءت فقط استجابةً لضغوط الحلفاء، وليس نتيجةً لاقتناع سياسي داخلي بضرورة الجاهزية الدفاعية.

وطالب بضرورة توضيح كيفية توزيع هذه الأموال على مشاريع حقيقية، داعياً إلى الاستثمار في:

أنظمة الدفاع الجوي المتطورة

الأقمار الاصطناعية والاستطلاع العسكري

تدريب القوات المسلحة

واختتم بالقول:

“الاستعداد للحرب هو أفضل وسيلة لتفاديها”.

مغزى التحذيرات… رسائل داخلية أم توجس فعلي من المغرب؟
تحذيرات ميرندا تثير تساؤلات عميقة في المشهد السياسي الإسباني:

هل تعكس هذه التصريحات توترًا مكتومًا بين مدريد والرباط؟

أم أنها مجرد ضغط داخلي لرفع الإنفاق العسكري في ظل تراجع النفوذ الأوروبي جنوب المتوسط؟

وهل يعتبر المغرب فعلاً “تهديداً استراتيجياً”، أم أن هذا توصيف متسرع يعكس عقلية ما بعد الاستعمار لا أكثر؟

في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي مغربي على هذه التصريحات حتى اللحظة، في وقت تعرف فيه العلاقات الثنائية بين البلدين توازناً دقيقاً بين الشراكة الاقتصادية والتنافس الجيوسياسي.

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button