كنز مغربي ثمين يستقطب شركة عملاقة

أعلنت شركة زيوس ريسورسز الأسترالية عن انطلاق عمليات التنقيب المكثف عن “كنز مغربي” معدن الأنتيمون في المنطقة الواقعة بين مدينتي خريبكة ووادي زم، وذلك بعد إتمام صفقة الاستحواذ على مشروع الدار البيضاء للتنقيب المعدني، الذي وصفته الشركة بـ”الكنز الثمين” بالنظر إلى مؤشرات جيولوجية واعدة تم الكشف عنها.
وأكدت زيوس، في بيان رسمي، أنها حصلت على الموافقة التنظيمية الكاملة ومصادقة المساهمين، ما مكنها من بدء أولى مراحل الاستثمار الفعلي بالموقع، بعد إنهاء فحص تقني دقيق أثبت وجود تراكيز عالية من معدن الأنتيمون، المعدن الذي يُستخدم في عدة صناعات إستراتيجية أبرزها الإلكترونيات والدفاع والطاقة.
مشروع على مساحة 79 كيلومتراً مربعاً… وأرقام مبشرة
يمتد المشروع على مساحة تناهز 79 كيلومتراً مربعاً، تشمل ست رخص تعدين، داخل منطقة معروفة تاريخيًا باستخراج الأنتيمون، ما يمنح المشروع بعدًا استثمارياً وتاريخياً قوياً.
ووفق النتائج الأولية للعينات التي جُمعت من السطح، فقد تم رصد تراكيز متفاوتة من الأنتيمون تتراوح بين 7.5% و46.5% في 20 عينة، إلى جانب امتدادات معدنية جانبية تزيد عن 4 كيلومترات، وهو ما يعزز فرضية وجود احتياطات واعدة قابلة للاستغلال التجاري في المدى المتوسط وهو ما وصف بّكنز مغربيّ ثمين.
أعرب ألفين تام، الرئيس التنفيذي لشركة زيوس، عن تفاؤله الكبير بإمكانيات المشروع التعديني في المغرب، مشيرًا إلى أن التعاون مع الشريك المحلي السابق، شركة تشغيل، سيكون عاملاً رئيسياً في تسريع وتيرة الأعمال الجيولوجية والمسح الميداني.
وأضاف تام:
“نتعامل مع منطقة ذات تاريخ معدني طويل، والمؤشرات الحالية تدفعنا لتسريع الحفر والاستكشاف في أفق إعداد تقرير دقيق حول الموارد بحلول نهاية 2025”.
خطوات مقبلة: خنادق ومسوح واستعداد للتطوير
ضمن الجدول الزمني للمشروع، تعتزم الشركة البدء في:
أعمال حفر خنادق استكشافية
تنفيذ مسوح جيوفيزيائية دقيقة
إعداد تقرير تقديري للموارد المعدنية
وذلك في أفق المرور إلى المراحل التطويرية والتجارية الكبرى مطلع العام القادم، إذا ما تم تأكيد وجود احتياطات قابلة للاستغلال.
الأنتيمون… كنز مغربي ومعدن استراتيجي عالمي
يجدر بالذكر أن معدن الأنتيمون يُعد من المعادن النادرة ذات القيمة الاستراتيجية، ويُستخدم في مجالات الصناعات المتقدمة، كالبطاريات عالية الأداء، والأجهزة الإلكترونية، والسبائك المعدنية.
ويأتي هذا المشروع ليعزز مكانة المغرب كوجهة واعدة في قطاع المعادن والتنقيب الدولي، خصوصاً في ظل تنامي الطلب العالمي على الموارد المعدنية النادرة وتوجه شركات عالمية لتنويع مصادرها خارج آسيا.