سكان آيت بوكماز يواصلون مسيرتهم مشيا على الأقدام نحو أزيلال للمطالبة بحقوق اجتماعية وتنموية

يواصل عشرات من سكان جماعة تبانت بآيت بوكماز، اليوم الخميس 10 يوليوز 2025، مسيرتهم مشيًا على الأقدام في اتجاه مدينة أزيلال، في خطوة احتجاجية سلمية أطلقوا عليها اسم “مسيرة الكرامة”، وذلك للمطالبة بجملة من الحقوق الاجتماعية والتنموية التي يصفونها بـ”الأساسية والملحة لضمان كرامة العيش في المناطق الجبلية النائية”.
المسيرة، التي انطلقت صباح أمس الأربعاء من دواوير مختلفة بجماعة تبانت، شهدت توقفًا ليليًا بقرية آيت امحمد، حيث قضى المشاركون ليلتهم في العراء أو لدى سكان متضامنين. ويُواصل المحتجون تقدمهم اليوم وسط تضاريس جبلية وعرة، بعدما منعتهم السلطات من مواصلة الطريق بالسيارات على مستوى منطقة تيزي نترغيست، ما دفعهم إلى استئناف المسير راجلين نحو مقر عمالة أزيلال، الذي يبعد بنحو 40 كيلومترا.
ورفع المشاركون في المسيرة شعارات تطالب بالاستجابة الفورية لمطالبهم، وعلى رأسها توفير طبيب قار للمركز الصحي المحلي، وإصلاح المسالك الطرقية (الطريقين 302 و317)، وتحسين تغطية شبكة الإنترنت، وفتح مركز التكوين في المهن الجبلية المغلق منذ عام 2017، بالإضافة إلى تفعيل مشروع تثمين النفايات، وتحسين إدارة الموارد المائية المرتبطة بوادي “الهضبة السعيدة”، إلى جانب إشراك المجتمع المدني في البرامج التنموية.
خالد تيكوكين، رئيس جماعة تبانت والنائب البرلماني السابق، قال في تصريحات صحفية، إن هذه الخطوة الاحتجاجية تأتي بعد سنوات من الانتظار والوعود غير المنجزة، مشددًا على أن المشاركين يطالبون فقط بحقوق بسيطة ومشروعة. وأوضح أنه عقد مؤخرًا لقاءً مع عامل الإقليم وقدم له ملفًا متكاملًا يضم أزيد من 15 مطلبًا، بعضها يعود إلى أكثر من تسع سنوات، دون تلقي ردود واضحة بشأنها.
وأضاف تيكوكين أن مشاركته في المسيرة تأتي بصفته مواطنًا من أبناء المنطقة، مؤكدًا أن المحتجين لا ينوون العودة دون لقاء مسؤول يملك سلطة اتخاذ القرار ويستطيع تقديم أجوبة ملموسة بشأن مطالب الساكنة.
وتحمل هذه المبادرة، التي أطلق عليها السكان اسم “طريق المعاناة نحو الكرامة”، رمزية قوية تعكس إصرار ساكنة المناطق الجبلية على التمسك بحقهم في العيش الكريم على أرضهم، مؤكدين أن نضالهم لا يتجاوز حدود المطالبة بالحق في الرعاية الصحية، والطرق، والاتصال، والتكوين، باعتبارها أسسًا للتنمية الشاملة والمستدامة.