اخبار مهمةحوارات الصحافةفي الواجهة

الغازوال المغربي يثير الجدل في إسبانيا

في تطور مفاجئ في العلاقات الطاقية بين المغرب وإسبانيا، كشفت بيانات رسمية عن استيراد مدريد كميات غير مسبوقة من الغازوال المغربي خلال الأشهر الأخيرة، تجاوزت في حجمها ما استوردته إسبانيا من المغرب خلال الأربع سنوات الماضية مجتمعة.

أرقام صادمة من شركة CORES الإسبانية
ووفقًا لبيانات صادرة عن شركة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الإسبانية (CORES)، التابعة لوزارة التحول البيئي، فقد بلغت واردات إسبانيا من الديزل المغربي نحو 123 ألف طن، تم شحنها إلى موانئ إسبانية خلال فترة قصيرة من العام الجاري.

ويمثل هذا الرقم قفزة لافتة في التبادل الطاقي بين البلدين، ويطرح تساؤلات عميقة حول مصدر هذه الشحنات وطبيعتها، خصوصًا أن المغرب لا يُصنف ضمن الدول المصدّرة للمحروقات.

شكوك حول منشأ الغازوال.. هل هو روسي؟
الارتفاع الحاد والمفاجئ في صادرات المغرب من الديزل أثار اهتمامًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية والطاقية، خصوصًا بعد نشر مدونة “ZeroHedge” الأمريكية لتقارير ترجّح أن بعض هذه الشحنات قد تكون من منشأ روسي، أعيد تصديرها عبر المغرب بعد تغيير بلد المنشأ.

ويُعتقد أن هذه الخطوة، في حال صحت، قد تكون محاولة للتحايل على العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، والتي تمنع استيراد النفط والوقود الروسي من قبل دول الاتحاد الأوروبي.

لا دلائل رسمية… ولكن التحقيق وارد
رغم ما أثير من تكهنات، لم يصدر أي تأكيد رسمي من الحكومتين المغربية أو الإسبانية بخصوص مصدر الغازوال المستورد. كما لم تُفتح لحد الآن تحقيقات معلنة في الموضوع، رغم أن الملف يُعد بالغ الحساسية من الزاوية الجيوسياسية.

ويُتوقع أن تتعامل الجهات الأوروبية المعنية، خاصة هيئة تنظيم الطاقة والاتحاد الأوروبي للطاقة (ACER)، مع هذه القضية بحذر شديد، بالنظر إلى احتمال تورّط دول وسيطة في كسر طوق العقوبات النفطية على روسيا.

المغرب كمحور طاقي جديد؟ أم بوابة عبور فقط؟
يرى بعض الخبراء أن المغرب قد يكون بصدد تعزيز دوره كمحور إقليمي لتجارة الطاقة، مستفيدًا من موقعه الجغرافي والبنيات التحتية للموانئ، خصوصًا ميناء طنجة المتوسط.

لكن في المقابل، يحذر آخرون من أن استغلال هذا الدور في تمرير شحنات ذات منشأ غير واضح، قد يعرض المملكة لضغوط دبلوماسية أو رقابة دولية، خاصة في سياق الحرب الروسية الأوكرانية

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button