أسلحة “سرية ومغيرة للتوازن”.. مالي تكشف عن دعم روسي استثنائي ورسائل مبطنة إلى الجزائر!

كشف الجنرال آسيمي غويتا، رئيس المرحلة الانتقالية في مالي، عن حصول بلاده على أسلحة متطورة وسرية من روسيا، خلال زيارته الرسمية الأخيرة إلى موسكو، مشيرًا إلى أن هذه الترسانة قادرة على “قلب التوازنات الجيوسياسية في المنطقة” إن تم الكشف عنها.
تعاون عسكري غير مسبوق مع موسكو
وفي مقابلة مع القناة الوطنية المالية، قال غويتا إن “مالي أصبحت تمتلك تجهيزات لا يمكن حتى شراؤها بالمال”، في إشارة إلى أسلحة نوعية تُمنح فقط عبر شراكات إستراتيجية معمقة، وليست مجرد صفقات تجارية عادية.
وأضاف غويتا أن هذه الأسلحة تُعد “وسائل ردع من طراز إستراتيجي”، وتم اقتناؤها في إطار تعزيز التعاون الأمني والعسكري مع روسيا، ما يضع مالي في موقع أكثر قوة ضمن الخريطة الأمنية المتحولة في منطقة الساحل الإفريقي.
رسائل مبطنة إلى الجزائر؟
توقيت التصريحات ومضمونها أثارا العديد من القراءات، خاصة في ظل تدهور العلاقات السياسية والدبلوماسية بين باماكو والجزائر. ويرى مراقبون أن جانبًا من كلام غويتا يحمل رسائل مباشرة وغير مباشرة إلى الجارة الشمالية مالي، التي دخلت في مواجهات كلامية وتجاذبات إقليمية مع النظام العسكري المالي خلال الشهور الماضية.
لقاء رفيع المستوى مع بوتين
وتأتي هذه التصريحات عقب زيارة رسمية أجراها غويتا إلى موسكو، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجرى توقيع عدة اتفاقيات تعاون شاملة تشمل المجالات الدفاعية والاقتصادية والطاقة النووية السلمية.
وأكد بوتين خلال اللقاء أن التبادل التجاري بين البلدين لا يزال محدودًا، لكن هناك نية واضحة لتطويره، خصوصًا في مجالات الطاقة، والموارد الطبيعية، واللوجستيات، والاستكشاف الجيولوجي، إلى جانب مشاريع إنسانية وتنموية مشتركة.
من “فاغنر” إلى “الفيلق الإفريقي”
وفي تحول لافت في الشراكة الأمنية، يبدو أن مالي بصدد إعادة هيكلة تحالفاتها العسكرية مع روسيا، بعد انسحاب مجموعة فاغنر التي كانت تنتشر في البلاد منذ أواخر 2021، لتنتقل نحو التعاون مع الهياكل الرسمية الروسية، وعلى رأسها ما يُعرف بـ”الفيلق الإفريقي”، وهو جهاز عسكري تابع مباشرة للحكومة الروسية.
تحالف الساحل يتجه شرقًا
وتسعى مالي، إلى جانب دول تحالف الساحل الأخرى، إلى تعزيز تعاونها مع موسكو في مجالات مكافحة الجماعات المسلحة، وسط تراجع الدور الغربي في المنطقة وتصاعد النفوذ الروسي.
في المحصلة، فإن زيارة غويتا لموسكو وما تبعها من تصريحات قوية تؤكد أن مالي بصدد إعادة رسم خريطة تحالفاتها الإقليمية والدولية، مع توجيه رسائل واضحة إلى خصومها، وبناء منظومة ردع جديدة قائمة على شراكات استراتيجية عميقة، وعلى رأسها التحالف المتنامي مع روسيا.