استكشاف الهيدروجين الطبيعي والهيليوم في المغرب

في خطوة جديدة تعكس جاذبية المغرب في مجال الموارد الجيولوجية والطاقة النظيفة، أعلنت شركتا “ساوند إنرجي” و”جيتك” البريطانيتان عن تأسيس شركة مشتركة تحت اسم “هاي ماروك” (HyMaroc)، لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي والهيليوم في المناطق المحيطة بالعاصمة الرباط.
وتأتي هذه المبادرة في إطار تنامي الاهتمام العالمي بالهيدروجين كمصدر طاقة واعد، وبموازاة جهود المغرب في تنويع مصادره الطبيعية وتعزيز أمنه الطاقي.
الهيدروجين الطبيعي.. شراكة استراتيجية لدخول سوق الطاقة النادرة
الشركتان، اللتان تقاسمتا المشروع بنسبة %50 لكل منهما، أكدتا أن “هاي ماروك” ستتولى تنفيذ حملات الاستكشاف الميدانية، والتفاوض مع الجانب المغربي حول حقوق التنقيب والاستغلال، إلى جانب تطوير خطط الحفر والتحليل الجيوفيزيائي.
وكان الطرفان قد وقّعا اتفاق تعاون أولي في أكتوبر 2024، ليُستكمل في يونيو 2025 عبر إنهاء المسح الإقليمي للمواقع المحتملة التي قد تحتوي على الهيدروجين الطبيعي والهيليوم.
نتائج مشجعة في الرباط… واستعداد لمرحلة التنقيب
بحسب تحديثات منشورة على منصة “أبستريم أونلاين” المتخصصة، فإن دراسات المسح الأولية أظهرت مؤشرات واعدة في منطقة الرباط. وأوضح الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال في شركة جيتك، ماكس برورز، أن “هاي ماروك” تمثل مرحلة متقدمة في مشروع استكشاف الموارد المغربية، مضيفًا:
“نحن نعمل بناءً على بيانات جيولوجية دقيقة وتجربة عقود في قطاع التنقيب… ونتوقع أن يحمل المشروع إمكانات تجارية حقيقية في مجال الطاقة النادرة.”
يرى الخبراء في الشركتين البريطانيتين أن المغرب، بفضل جيولوجيته الفريدة وتوافر أحواض برية شاسعة، يُعد أحد الأسواق الواعدة عالميًا لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي. هذا النوع من الهيدروجين – الذي يُستخرج مباشرة من باطن الأرض – يُعد أقل تكلفة من نظيره الأخضر، إذ قد تصل تكلفة إنتاجه إلى دولار واحد للكيلوغرام فقط، بحسب تقديرات “ساوند إنرجي”.
ويُضاف إلى ذلك وجود الهيليوم في بعض مواقع الهيدروجين، ما يعزز القيمة الاقتصادية للمشروع، بالنظر إلى استخدامات الهيليوم في الطب، والفضاء، والاتصالات، والطاقة النووية.
دعم مغربي لتحول الطاقة
يعكس هذا المشروع التكاملي التوجه المغربي الرامي إلى تسريع التحول الطاقي، بالاعتماد على موارد متجددة وطبيعية ونظيفة، تماشياً مع الأهداف البيئية للمملكة ورهاناتها الجيوطاقية.