ودع البحث التقليدي على غوغل

في خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة رسم ملامح عالم البحث الرقمي، كشفت شركة “غوغل” عن رؤيتها الطموحة لمستقبل محرك بحثها، وذلك خلال مؤتمرها السنوي للمطورين “غوغل آي/أو 2025”. وتأتي هذه الخطوة في خضم سباق الذكاء الاصطناعي المحتدم، حيث تسعى “غوغل” للحفاظ على موقعها الريادي في مواجهة منافسين شرسين مثل “أوبن إيه آي” و”بربلكسيتي“.
وتتمحور ثورة غوغل الجديدة حول ميزة “وضع الذكاء الاصطناعي” (AI Mode)، وهي واجهة بحث تجريبية متقدمة بدأت بالوصول إلى المستخدمين في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، ومن المقرر أن تتوسع لتشمل أكثر من 200 دولة بـ 40 لغة.
بحث تحاوري وعميق
يعتمد “وضع الذكاء الاصطناعي” الجديد على تجربة “اللمحات الذكية” (AI Overviews) الحالية، والتي تقدم ملخصات للمستخدمين، لكنه يأخذها إلى مستوى جديد كلياً. فهو يتيح للمستخدمين طرح أسئلة معقدة ومتعددة الأجزاء، واستكمال المحادثة مع الذكاء الاصطناعي بأسلوب انسيابي، وكأنه مساعد شخصي.
وضمن هذا الوضع، كشفت غوغل عن ميزة “البحث العميق” (Deep Search)، التي تستطيع تفكيك سؤال معقد إلى عشرات، بل مئات، من الاستعلامات الداخلية، لتكوين صورة شاملة حول الموضوع، وتقديم إجابة أشبه بتقرير شامل وموثق بالمصادر في غضون دقائق، مما يوفر على المستخدمين ساعات من البحث اليدوي.
مساعد شخصي للتسوق واتخاذ القرار
لم تقتصر التحديثات على البحث عن المعلومات، بل امتدت لتشمل تحويل الذكاء الاصطناعي إلى مساعد شخصي ذكي. حيث تقدم غوغل:
ميزة “جرّبها افتراضيا” (Try it on): تتيح للمستخدمين رفع صورة شخصية لتوليد صورة تظهرهم وهم يرتدون الملابس التي يرغبون في شرائها، مع فهم دقيق لشكل الجسم وطبيعة الأقمشة.
ميزة “اشترِ لي” (buy for me): أداة قادمة قريباً ستقوم تلقائياً بشراء منتج ما عندما ينخفض سعره إلى حد معين يحدده المستخدم.
“بروجكت مارينر” (Project Mariner): وهو وكيل ويب ذكي يمكنه التفاعل مع المواقع نيابة عنك، للبحث عن أفضل الأسعار والعروض المتاحة للمطاعم أو الفعاليات أو التذاكر، وتقديم الخيارات الأنسب لك.